تحالف انقطاع التيار الكهرباء مع الحر الصيف ليفاقم معاناة سكان العاصمة دمشق ويضيف عناصر جديدة إليها، وباتت موضوعا لشكوى الجميع مؤيدين ومعارضين للنظام، خصوصا أنها ألحقت خسائر مادية بالتجار، فيما يلجأ نظام الأسد إلى تبريرات غير مقنعة.
تعيش العاصمة السورية دمشق صيفا حارا زاد من حدته الانقطاعات الطويلة للتيار الكهربائي، والتي شملت كافة أحياء المدينة دون استثناء، وأثارت ساعات تقنين الكهرباء -التي تبلغ عشر ساعات يوميا- غضب معظم السكان من المؤيدين والمعارضين للنظام على حد سواء، خاصة في ظل العجز الحكومة التي تكتفي بإلقاء اللوم على “العصابات الإرهابية المسلحة”.
ففي آخر التصريحات الصادرة عن وزارة الكهرباء منذ أيام ذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) أن ساعات التقنين الكهربائي زادت بشكل كبير خلال الأيام الأخيرة في جميع المحافظات “بسبب الاعتداءات الإرهابية المتكررة على قطاع النفط وسببت انخفاض كميات الوقود الواردة لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، مما أدى لزيادة عدد العنفات (المولدات) المتوقفة عن العمل”.
هذه التفسيرات لم تعد ذات أهمية لأغلب السوريين الذين ضاقوا ذرعا بالواقع المعيشي والخدمي المتردي في البلاد، وبرز ذلك في تصويت طرح أثناءه مجلس الشعب السوري على موقعه الإلكتروني سؤالا عن الجهة التي تتحمل مسؤولية عدم استقرار الكهرباء في سوريا لتتجه أغلب الأصوات نحو الحكومة ووزارة الكهرباء وتجار الحرب، في حين لم يتهم سوى 16% من المصوتين “المجموعات المسلحة”.
وبموازاة ذلك اتهم عدد كبير من المؤيدين الحكومة عبر صفحات التواصل الاجتماعي بتعمد زيادة ساعات التقنين بـ”هدف الترويج لصفقات تجارية لمولدات كهرباء ومراوح تعمل عن طريق البطاريات لصالح مسؤولين حكوميين”، وطالبوا المعنيين بعدالة توزيع ساعات التقنين بين أحياء دمشق الراقية -كالمالكي وأبو رمانة- التي تشهد انقطاعا لا يتجاوز الثماني ساعات يوميا، والأحياء الأخرى التي يصل فيها عدد الساعات لعشرين في اليوم.
وقال كفاح -أحد سكان بلدة السيدة زينب الموالية للنظام والواقعة جنوب العاصمة- إن هناك استياء كبيرا يعم البلدة نتيجة سوء الواقع الخدمي فيها وبشكل خاص في ما يتعلق بالتيار الكهربائي، حيث تتعالى الأصوات متهمة النظام بالتقاعس عن تلبية احتياجات قاطني البلدة والوافدين إليها من مقاتلين شيعة من جنسيات مختلفة وعائلاتهم.
وأضاف أن أهالي البلدة “خرجوا منذ أيام في احتجاجات ليلية وقطعوا طريق مطار دمشق الدولي وهتفوا لنصرة قريتي كفريا والفوعة الشيعيتين بريف إدلب اللتين تتعرضان للقصف من قبل قوات المعارضة، كما رفعوا شعارات للمطالبة بتحسين الخدمات في البلدة أسوة بغيرها من مناطق العاصمة التي يقطنها مسؤولون حكوميون”.
بدوره، تحدث الناشط عمر الشامي عن “نفاد صبر معظم سكان العاصمة حيال عجز الحكومة بشكل تام عن تأمين أي حلول بديلة لمشاكل انقطاع التيار الكهربائي رغم استمرار هذه الانقطاعات وبشكل متزايد منذ أكثر من ثلاثة أعوام”.
وأضاف “يستغرب أهالي دمشق عدم قدرة الحكومة على حماية قطاعات مفصلية في حياة البلاد كالكهرباء والوقود، وهي قطاعات تستهدف بشكل متكرر من قبل “المجموعات المسلحة” على حد الزعم الحكومي، وتؤثر على كافة مناحي الحياة وأهمها وصول المياه للمنازل والقدرة على الاحتفاظ بالمواد الغذائية في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة”.
كما أشار إلى “الخسائر الكبيرة التي يتكبدها معظم أصحاب المحال والمعامل الغذائية نتيجة تلف المواد بسبب الانقطاعات المتكررة للكهرباء والارتفاع الكبير في أسعار الوقود، مما يزيد تكلفة الاحتفاظ بتلك المواد، الأمر الذي يزيد الحنق والغضب لدى السكان الذين باتوا يعتبرون أنفسهم من المنسيين في خضم الحرب الدائرة بالبلاد”.
المصدر : الجزيرة