أعرب عضو الائتلاف الوطني السوري ، ميشيل كيلو، عن تشاؤمه بشأن عقد مفاوضات “جنيف” بين النظام والمعارضة حول حل سياسي للأزمة السورية في موعدها، 25 يناير/ كانون الثاني الجاري، والذي حدده المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا.
وقال كيلو، اليوم الثلاثاء، إن “المفاوضات لن تعقد، وإن عقدت فستكون لجلسة أو جلستين، ولن يترتب عليها شيء”.
وشدد أن “حماية الشعب السوري، هي مسؤولية دولية”.
وأشار أن “هيئة المفاوضات العليا(تابعة للمعارضة) المنبثقة عن مؤتمر الرياض(عقد مؤخراً)، تتعرض إلى ضغوط شديدة للدخول في المفاوضات، يقابلها نفور وعدم رغبة من الهيئة، نتيجة الوضع الراهن على الأرض، واستمرار قصف الشعب السوري وحصاره”.
واعتبر كيلو بيان فيينا (30 أكتوبر/تشرين أول)، وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 (18 نوفمبر/ تشرين ثاني)، حول الحل السياسي في سوريا، تراجعاً عن وثيقة جنيف (30 حزيران/يونيو 2012)، التي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالي كامل الصلاحيات، لافتاً أن “بيان فيينا هو تفسير لوثيقة جنيف بمنظور روسي وتفاهم أمريكي”.
وأكد كيلو أن “بيان فيينا والقرار 2254، يفتقدان الأداة والمسار والهدف والضمانات الموجودة في وثيقة جنيف، ويعتبران أن هيئة الحكم الانتقالي هي أحد الموضوعات التي سيتم التفاوض عليها، وليس بداية الحل السياسي، كما أن الانتقال السياسي بحسب القرار 2254 ليس إلى نظام ديمقراطي، بل لحكم شامل وذو مصداقية وغير طائفي، وهذا ما يمكن للنظام الحالي أن يدعيه، ويقول أنه يحمل المقومات المذكورة”.
وأضاف كيلو أن “النظام يسعى للتفاوض على حكومة جديدة، وسن دستور جديد، ويرغب أن يأتي بالمعارضة لإبداء الرأي فيها، وهو يسعى إلى انتخاب بشار(الأسد) عن طريق البرلمان وليس الشعب”.
وانتقد كيلو ما اعتبره “تصورات المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي مستورا، الملغومة، الهادفة إلى وقف إطلاق النار المتدرج، بدءاً من المدن وانتهاءاً بالأحياء، والتي تتجاهل هيئة الحكم الانتقالي”، داعياً إياه(دي مستورا) إلى إدراك أن وقف إطلاق النار بناءاً على القرار 2254 يجب أن ينفذ فوراً، ولا يجوز تركه للمفاوضات.
وحول التدخل الروسي في سوريا، أوضح كيلو أن “نظام الأسد وروسيا حققا انجازات خلال فترة الـ 4 أشهر السابقة، منذ بدء التدخل الروسي، وبحساب الإنجازات خلال هذه الفترة، يتضح أن روسيا بحاجة إلى 20 عاماً لإنهاء مهمتها في سوريا(في إشارة إلى ضألة تلك الإنجازات)”.
وأكد كيلو أن “فصائل المعارضة باتت بحاجة إلى أسلحة أكثر للتصدي للتدخل الروسي، وأن على الدول الصديقة للشعب السوري تزويدها بالأسلحة المطلوبة”، واصفاً الوضع الداخلي السوري بـ”بيضة القبان” في المنطقة، الذي إذا انهار، فإن الوضع الإقليمي كله سينهار.
وتابع قائلاً: “من غير المنتظر أن يحدث تدخل من دول إقليمية بشكل مباشر في سوريا، فبعض تلك الدول بالرغم من ارتفاع وتيرة تصريحاتها ضد النظام السوري غير قادرة على ذلك بسبب أعبائها ومشاكلها”، لافتاً أن “بإمكان الدول الإقليمية أن تحدث فرقاً دون الحاجة لتدخل مباشر، من خلال تسليح فصائل المعارضة السورية بأسلحة نوعية، ومواصلة دعمها لها خلال تقدمها”.
وكان ممثلين عن 17 دولة من بينهم الولايات المتحدة، وروسيا، إضافة للأمم المتحدة، والاتحاد الأوربي، وجامعة الدول العربية، اتفقوا في العاصمة النمساوية فيينا تشرين الثاني/نوفمبرالماضي، على البدء بمفاوضات بين المعارضة والنظام السوري تتضمن “تشكيل حكومة انتقالية” خلال 6 أشهر يعقبها مرحلة انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات خلال 18 شهراً.
المصدر : الاناضول