التقى مراسل وطن اف ام في جنوب دمشق مع مدير هيئة الاغاثة الانسانية في الجنوب الدمشقي المحاصر ” أبو أويس” وأجرى معه لقاءاً حول المطبخ الخيري في تلك المنطقة والذي يغطي حاجات الآلاف من المحاصرين وخصوصاً الأطفال والنساء والشيوخ ، حيث تشهد أحياء جنوب دمشق حصاراً شديداً منذ الربع الأخير من عام 2013 ما أدى لموت عشرات الأشخاص بسبب نقص الغذاء وفقدان كافة أساسيات الحياة .
وطرح عليه الأسئلة التالية :
متى تأسس المطبخ الخيري ؟
تأسس المطبخ الخيري مع بداية الحصار المحكم الذي فرضه نظام الأسد على جنوب العاصمة دمشق في أيلول عام 2013 ، عندما صار شبح الموت يتهدد الناس جوعاً وأصبحوا في ضنك وضيق قل مثيله فلم يبق في بيوتهم شيء يؤكل، وأطفالهم ونساؤهم وشيوخهم يبكون ولا ينامون من شدة الجوع.
خصوصاً وأنّ جنوب دمشق منطقة سكنية وليست ذات طبيعة زراعية تكثر فيها الأشجار مثل الغوطة الشرقية .
انطلق المطبخ الخيري عن طريق طبخ حساء “شوربة العدس” حيث كان الناس يقفون على شكل طوابير لعدة ساعات من أجل الحصول على هذه الوجبة الصغيرة التي ساعدت في إنقاذ الكثير من الموت جوعا.
كيف كنتم تجلبون دعمكم ؟
بدأنا بالمشروع دون أي دعم يذكر واعتمدنا على ما كان مخزنا في بعض المجالس المحلية للجنوب الدمشقي ، وكثرت استغاثاتنا ونداءاتنا وكبرت الكارثة بعجزنا عن تغطية كل المحتاجين لعدة أشهر، إلى أن أسعفتنا وحدة تنسيق الدعم وجمعيات خيرية كجمعية سيرياكير ومؤسسة رحمة الإغاثية وإعمار الشام والبنيان المرصوص وغيرها.
كم شخص يستفيد من هذا المطبخ ؟
في وقت الحصار وصل عدد المستفيدين لأكثر من 1500 عائلة ما يغطي 7000 شخص تقريباً والآن بمعدل 700 عائلة ما يغطي 3000 شخص تقريباً ومعظمهم من عوائل الشهداء والمعتقلين والعوائل الأشد حاجة ، والذين لا يوجد في بيوتهم ما يسد رمقهم رغم توفر المواد ، كما لا يوجد لديهم مردود مالي لشرائها وسد حاجتهم .
ما هي المستلزمات التي توجهون النداء بها للمنظمات عبر وطن اف ام ؟
نوجه نداء إلى كل من ولاه الله تعالى ملفات إغاثية أن يولي اهتماما خاصاً بأسر المعتقلين فهم أحياناً أشد معاناة من ذوي الشهداء ولا يأخذون اهتمام المنظمات أو الجمعيات بشكل جيد . كما نطالب الجهات الخيرية أو المنظمات بالتكفل بالمطبخ ، ليس لطبخات معدودة فقط لأن المطبخ سيعجز عن الإتمام. وأن يزيد الاهتمام بعائلات المعتقلين قدر الإمكان من قبل تلك الجهات .
اهتمامكم بعائلات المعتقلين هو سابقة في جنوب دمشق ، ما السبب ؟
نعم هي سابقة حيث تمت تلبية حاجة كل المعتقلين في ريف جنوب دمشق وليس عدد محدود منهم ، حيث تجري العادة باهتمام غالب الجمعيات بذوي الشهداء وإغفال من اعتقل أبناؤهم أو معيل تلك الأسر ما جعل أوضاعهم سيئة للغاية .
إلا أننا في مشروعنا شملنا كل من يقصد المطبخ ، وأبرز ما أكرمنا الله به في المطبخ الخيري سواء في شدة الحصار أو الآن ؛ أننا لا نرد أي إنسان يقصد المطبخ أيا كان انتماؤه أو بلدته سواء من ريف دمشق أو من مخيم اليرموك أو الحجر الأسود أو غيرها.
{gallery}news/2016/4/25/22{/gallery}
خاص – رائد الدمشقي – وطن اف ام