أضحت مدرسة بلدة “حاس” بريف إدلب أثرًا بعد عين جرّاء قصف جوي تعرضت له قبل 4 أيام، لتتحول إلى بناء مدمر، ومقاعد صفوفها تبكي تلاميذًا أتى عليهم القصف ولن يعودوا للجلوس عليها بعد الآن.
وروى مدرس ناج من القصف، وشاهدا عيان لوكالة الأناضول تفاصيل القصف الذي استهدف المدرسة وأودى بحياة 22 طفلا و6 مدرسين بحسب صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف).
وأفاد المدرس عبد الله حاج سليمان، أن “الطيران ارتكب مجزرة حقيقية بحق الطفولة، حيث استهدف المدرسة ومحيطها بما يقارب عشر صواريخ فراغية”.
واشار أنه “مع بداية القصف بدأت الإدارة بإخراج الأطفال من الصفوف، فقام الطيران باستهدافهم وهم في طريقهم باتجاه باب المدرسة، وهذا السبب في أن معظم القتلى منهم”.
وأوضح المدرس أن “مشهد ما بعد القصف كان قاسيًا جداً لدرجة تبكي الحجر”، مستنكراً قيام إعلام النظام بنقل خبر القصف على أنه استهداف شنته مجموعات إرهابية.
وتابع متسائلاً “هل الأطفال الذين يحملون الكتب و الأقلام، إرهابيون”.
وأضاف أن “الأطفال الصغار عندما خرجوا من المدرسة، وشاهدوا الصواريخ محمولة بالمظلات تنزل من السماء، ظنوها ألعابًا أو أشياء جميلة، فتفاجؤوا بأنها كانت تحمل صواريخًا قتلتهم، ودمرتهم وجعلتهم أشلاء”.
من جانبه أشار الناشط الإعلامي ياسر الطراف، أن “ما حدث كان غير طبيعي، فقد استهدفت بلدة حاس الصغيرة بأكثر من ثمانية صواريخ محمولة على المظلات من طائرتين حربيتين”.
وأوضح أن “الصواريخ سقطت على مدرسة البلدة و منازل المدنيين”، مؤكداً أن البلدة لاتحوي أي مقر للمسلحين ، ما يدل على أن المدرسة و طلابها كانوا أهدافاً مسبقة لتلك الطائرات.
وذكر “أن استهداف قوات النظام وحلفائه للمدارس جعل الأهالي يخافون من إرسال أبنائهم إليها ، وباتت مسألة التعليم أمر خطير للغاية.
في سياق متصل قال الشاب ياسر رمضان ابن البلدة، والشاهد على المجزرة إن ” الكلام لا يكفي للتعبير عن قساوة المشهد الذي لا يزال عالقاً بذهني”.
ولفت أنه “رأى 23 جثة بين طفل و مدرس استشهدوا بفعل القصف على المدرسة، بينما الناس غير قادرين على نقلها لكثرتها، ولاستمرار طيران النظام في التحليق ومواصلة قصفه للمنطقة”.
وكانت لجنة التحقيق الدولية المستقلة في سوريا، أعلنت أمس الأول الجمعة، بدء تحقيق حول قصف جوي استهدف، مدرسة بمدينة إدلب، وأدى إلى مقتل عدد من التلاميذ والمدرسين.
دعا مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بالتعليم، جوردن بروان، الخميس الماضي، إلى إحالة ملف الهجوم، وأسفر عن مقتل 28 بينهم 22 طفلاً، إلى المحكمة الجنائية الدولية.
أما وزارة الدفاع الروسية، فقد نفت في اليوم ذاته ، ضلوع قواتها في قصف جوي استهدف المدرسة.
وطن إف إم/ اسطنبول