حالة من الغليان والاحتجاج سادت أوساط أنصار بشار الأسد في قرى وبلدات الساحل السوري، بعدما شهدت مدينة صافيتا التابعة لمحافظة طرطوس، حادثة قتل بطريق الخطأ، تمثلت بمقتل شقيق أحد جنود جيش النظام، عبر إطلاق نار صاحَب مراسم التشييع، في تقليد دأب عليه أنصار الأسد كلما سقط لهم واحد في معارك مع المعارضة السورية.
وكان أنصار النظام يشيّعون أحد جنوده وهو أسامة زمام قائد مجموعة “درع الأسد” وقتل أمس الأحد في معارك محافظة حماه على يد المعارضة السورية. وعندما بدأ ذووه وجيرانه بتشييعه في قرية “بتلعوس” الطرطوسية، عبر إطلاق النار العشوائي في المكان، فأصابوا شقيقه “قصي” بطلقات نارية في رأسه، ليقضي على الفور قبل إسعافه إلى المستشفى.
الهرج والمرج الذي ساد التشييع، أدى لتفرق عدد كبير من المشيعين، مابين من يريد الذهاب لنقل القتيل الجديد الى المستشفى، وبين الذين يريدون الذهاب الى بيته لتقديم التعازي به، وكاد الجمع أن يتفرق استغراباً وحنقاً وتأدية لواجب الإسعاف ثم العزاء، لولا تدخل البعض لإرغام من تبقى على إكمال مراسم تشييع القتيل الأول، وبعد الانتهاء من دفنه يتم ذهاب المجتمعين المشيعين إلى بيت القتيل الثاني والذي هو شقيق القتيل الأول.
حالة من الغضب انتابت أنصار الأسد في طرطوس وغيرها من المدن الساحلية التي تعدّ بيئة حاضنة لنظام الأسد وترفده بالمقاتلين للدفاع عنه وقتال بقية الشعب السوري. فعّبرت كل الصفحات الموالية التي تصدر من الساحل السوري عن حالة غضب شديد جراء هذا الرصاص الذي الطائش الذي قتل كثيرا منهم ومن بقية السوريين بمناسبات متكررة ودائمة، أدت إلى مقتل أطفال في اللاذقية وحلب ودمشق، وبعضها تم رصده في تقارير نشرها موقع “العربية.نت” في أوقات سابقة.
يشار إلى أن إطلاق النار في تشييع قتلى الأسد لم يتخذ هذا الشكل المفرط والعشوائي إلا بعدما تحول إلى عادة اكتسبها أنصار بشار الأسد من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، حيث عرف عن الأخير إطلاق النار العشوائي الكثيف بالتشييع وكذلك بعد أي خطبة لحسن نصرالله أمين عام الميليشيا الإرهابية التي تقتل السوريين دفاعاً عن نظام الأسد، بأوامر من القيادة الإيرانية العسكرية والسياسية وبإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني.
المصدر : العربية