حذرت صحيفة “التايمز” البريطانية في افتتاحيتها من زيادة المخاطر في سوريا، بعد إسقاط الطيران الأمريكي مقاتلة تابعة لنظام الأسد، مشيرة إلى أن الضربة الأمريكية للمقاتلة تمثل وجها جديدا للدور الأمريكي في سوريا.
وتقول الافتتاحية، إن “هذه هي المرة الأولى التي تستهدف فيها الطائرات الأمريكية طيران الأسد، وبعد تسعة آلاف طلعة جوية ضد تنظيم الدولة في سوريا، فإن هذه تعد أول مواجهة خطيرة، حيث لم تكن مناورة عرضية، بل إشارة من الولايات المتحدة إلى أنها مستعدة للضرب والقتل؛ دفاعا عن حلفائها في الحملة ضد تنظيم الدولة في الرقة”.
وتعلق الصحيفة قائلة إن “فكرة عدو عدوي صديقي، وأن الديكتاتور السوري بطريقة ما يقف على الجانب الذي يقفه الغرب، جردت من معناها، بل أصبح التنسيق الأمريكي الروسي في سوريا هشا بدرجة كبيرة”.
وتشير الافتتاحية إلى أنه “عندما أسقط الطيران التركي طائرة روسية حادت عن مسارها، ودخلت الأجواء التركية، قبل 19 شهرا، كان الحديث عن حرب كبيرة، وتم تجنبها بعد دبلوماسية معقدة، لكن الحادث الأخير يظهر أن الانقسام (غرب-شرق) هو ما يحدد مستقبل سوريا، وأصبح واضحا في الوقت الذي سيتم فيه طرد تنظيم الدولة من مناطقه وإجباره على الهرب”.
وتكشف الصحيفة عن أنه قبل أن تطلق الطائرة الأمريكية النار على المقاتلة الروسية الصنع “سو-22″، فإن الضباط الأمريكيين اتصلوا بنظرائهم الروس، وطلبوا منهم ضبط طيران بشار الأسد، مشيرة إلى أن هذا الأمر جزء من التوافق الأمريكي الروسي، لما يهدف إلى تخفيف النزاع في الجو، ومنع التصادم.
وتلفت الافتتاحية إلى أن التحالف الدولي قال إنه لا يرغب بقتال نظام الأسد أو الروس أو القوات الموالية للنظام، وأنه مهتم بشكل كبير بمحاربة الإرهاب، مستدركة بأن التحالف أكد أنه لن يتردد بالدفاع عن نفسه والقوات الشريكة من أي تهديد.
وتبين الصحيفة أن هجوم الأسد كان يستهدف قوات سوريا الديمقراطية، المكونة من المقاتلين الأكراد، التي ستتقدم نيابة عن التحالف للرقة.
وتقول الافتتاحية إن “الأسد يريد أن يكون محرر الرقة، وهو ما يعطيه الحق بالزعم أنه رئيس سوريا الموحدة بعد خروج تنظيم الدولة، وقد تجرأ بسبب ما يراه غموضا غربيا وأمريكيا، وتقدم مع القوات المدعومة من إيران في شرق سوريا، وفي الوقت الذي كان فيه الأسد يضرب القوات المدعومة من الغرب، كان الحرس الثوري الإيراني يقصف دير الزور بالصواريخ في عملية انتقامية على هجمات طهران”.
وترى الصحيفة أن “ما تقوم به إيران هو اختبار صواريخها، ولتظهر قوتها في المنطقة، وتؤكد بناء ممرها، الذي يعبر عن التأثير الشيعي، ويبدأ من حدودها مع العراق إلى سوريا ولبنان”.
وتحذر الافتتاحية من أن “الحرب ستزيد وتيرتها في ظل تقسيم سوريا بعد الحرب، ويبدو أن إسقاط طائرة الأسد هو جزء من هذا التصعيد، وفي الحقيقة كان تعبيرا عن خط أحمر، وأن مستقبل سوريا لا يقوم على نهب الأرض، وسمح الأسد بتوسع تنظيم الدولة، واستخدم وجوده من أجل عسكرة دولته، وتبرير الجرائم ضد المدنيين، والآن يخرج منها تنظيم الدولة، ويحاول استعادتها بصفته منتصرا”.
وتذهب الصحيفة إلى القول إن “الغموض الاستراتيجي للغرب يجب أن ينتهي، ليس في الجو فوق سوريا، لكن من خلال الخطاب العام حول مستقبل الأسد، ويجب عدم السماح للأسد وداعميه الإيرانيين بالخروج منتصرين، ويجب على الأسد التخلي عن السلطة إن أريد تحقيق السلام في المنطقة، وتحقيق آمال السوريين بمجتمع حر وعادل”.
وتختم “التايمز” افتتاحيتها بالقول إن “كيفية تشكيل حكومة، بدعم دولي، عوضا عن الموجودة هي أكبر عقبة دبلوماسية في وقتنا”.
وطن اف ام