لم يعلم السوريون حين خرجوا بثورتهم القائمة منذ 2011، أنها ستصبح مطية للعديد من الأطراف، من أجل تمرير مشاريعهم التي لا تخدم مصلحة الشعب السوري، بل على العكس، كان تمرير هذه المشاريع على حساب دمائهم وتشريدهم ومعاناتهم.
وإحدى الذي استغلوا الثورة السورية، والفوضى التي أحدثها بشار الأسد خلال منهجيّته القمعية في التعامل مع ثورة السوريين، هي ميليشيا قوات سوريا الديموقراطية، حيث ترمي لتحقيق مشروعها بتقسيم سوريا وفصل الشمال السوري وإعلانه دولة كردية.
وفي مساعي تحقيق مشروع قسد الانفصالي، بدأت اليوم ما يسمى بالإدارة الذاتية الكردية، التي تشكل ميليشيا قسد الجناح العسكري لها، انتخابات محلية، ستجرى على ثلاث مراحل، تبدأ باختيار لجان محلية في 22 أيلول، وتعقبها خطوات تؤدي إلى تأسيس مجلس تشريعي، وهيئة تنفيذية، في كانون الثاني من العام المقبل، لإدارة ثلاثة أقاليم، وست مقاطعات.
ونقلت وكالة الانباء الفرنسية، عن الرئيس المشترك لميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي، صالح مسلم، أن الانتخابات هي الخطوة الأولى لترسيخ النظام الفدرالي والديمقراطية الفدرالية، مشيرا الى أن ما دعاها بروج افا جزء من سوريا، لكنها تطالب بالفدرالية، حسب زعمه.
وسيتم انتخاب الرئاسات المشتركة لما يطلق عليه الكومونات أي الأحياء، وفي المرحلة الثانية يتم انتخاب مجالس محلية للنواحي والمقاطعات التي يتألف منها كل اقليم، وفي المرحلة الثالثة يتم انتخاب مؤتمر الشعوب الديموقراطية لكل اقليم من الأقاليم الثلاثة، بالإضافة لمجلس آخر عام الذي سيكون بمثابة برلمان عام على رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفدرالي.
بدوره شدد الائتلاف على أن أي انتخابات مزعومة تحاول ميليشيا قسد، تسويقها هي لتمرير مشاريعها في سوريا، وإصرارها على إجرائها، مستخدمة كافة وسائل الترهيب المستوحاة من أساليب عصابة الأسد، والقائمة على مختلف ألوان الضغط والتهديد بحق أبناء الشعب السوري.
وأكد أن جميع المشاريع التي تحاك بالالتفاف على إرادة الشعب السوري هي مشاريع باطلة وغير شرعية أو قانونية.
المثير للسخرية، أن نظام الأسد اعتبر الانتخابات التي تجريها ميليشيا قسد في شمال سوريا، هي مزحة وأن الأسد لن يسمح بتهديد وحدة الأراضي السورية، وكأن الأسد الذي شرد ملايين السوريين وقتل أبناءهم ودمر بلادهم، وجلب المحتلين الروسي والإيراني، إلى جانب استجلاب تنظيمات وميليشيات متطرفة هي إجراءات لحفظ وحدة الأرض السورية.
صفاء عليان
وطن اف ام