بعد انسحاب تنظيم داعش من الرقة بصفقة جرت بين التنظيم وما تسمى بـ قوات سوريا الديمقراطية بموافقة القوات الأمريكية باتجاه مناطق سيطرة التنظيم في ريف ديرالزور والتي شملت نقل المقاتلين مع عائلاتهم والمدنيين الذين تربطهم علاقات مع التنظيم.
كما كان بيننهم الأطفال و النساء الإيزيديات الذين اتخذهم التنظيم كرهائن من منطقة سنجار العراقية منذ عام 2014 ، حيث شكلت داعش أثناء الصفقة في الطبقة والرقة لجنة تسمى لجنة التفاوض برئاسة شخص يدعى أبو عبدالحكيم وكان المفاوض من طرف قسد شخص يلقب بأبو محمد.
وكماحصل في صفقة تسليم مدينة منيج في وقت سابق وبعد انتقال التنظيم إلى ريف ديرالزور وتقدم جيش الأسد والميليشيات الطائفية المساندة له وسيطرتهم على مدينتي الميادين والبوكمال والبادية الواصلة بينهم ” شامية ” إضافة إلى تقدم قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف وسيطرتها على مناطق واسعة من ريف ديرالزور ” جزيرة” تم تضييق الخناق على التنظيم وتقليص رقعة سيطرته بشكل كبير حيث تمركز عناصر التنظيم في منطقة الشعيطات وتحديداً في بلدتي هجين وغرانيج الواقعتين شمال شرق ديرالزور على نهر الفرات.
ومع بداية وصول التنظيم من الرقة إلى تلك المنطقة تم عقد هدنة مدتها شهر بين تنظيم داعش وقسد بموافقة أمريكية أيضاً، وذلك ليتفرغ التنظيم لقتال الميليشيات الإيرانية التي كانت تتقدم مع النظام في ديرالزور.
وفي تلك الأثناء طلبت قيادة التنظيم هناك من جميع عناصرها إرسال عائلاتهم إلى مناطق أكثر أمناً وتحديداً إلى مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية ومناطق درع الفرات وادلب ومنذ أشهر وإلى الآن تتوافد تلك العائلات إلى المناطق المذكورة عن طريق مهربين ومن خلال التسلل بين العائلات المدنية التي تنزح من تلك المناطق.
والجدير بالذكر أنه من بين نساء التنظيم اللواتي خرجن باتجاه المناطق الآمنة يوجد نساء من جنسيات عربية وأبرزها المغرب حيث يوجد في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي عائلات مغربية من نساء داعش دخلن إلى المدينة بعلم قوات سوريا الديمقراطية إضافة إلى عشرات النساء السوريات مع أطفالهن سعياً لمحاولة التوجه الى ادلب.
كما علمنا من إحدى النساء السوريات وهي زوجة لأحد عناصر داعش التي تتواجد في الطبقة حالياً و التي رفضت اعطاء تصريح صحفي لكن حصلنا على بعض المعلومات منها ومن عناصر فروا من التنظيم مؤخراً تفيد تلك المعلومات عن وجود مفاوضات بين الروس والنظام من جهة وبين تنظيم داعش جهة أخرى بوساطة بعض الشبيحة المحليين من ديرالزور.
وتنص المفاوضات على نقل عناصر التنظيم من مناطق سيطرتهم في دير الزور إلى المنطقة التي ادخلهم اليها في ريف حماة الشرقي والتي ينوي التنظيم التقدم منها باتجاه ادلب وهذا سر سعي العائلات التوجه الى ادلب على دفعات بحيث لا يتم كشفهم من قبل حواجز الجيش الحر ليصلوا إلى ادلب، ثم تلتقي العائلات مع بعضها حسب المخطط.
لكن هذه المفاوضات متعثرة إلى الآن وربما هناك جهة تحاول إفشالها ولم تقتصر المسألة على العائلات فقط فبشكل يومي هناك العشرات من عناصر التنظيم الذين يخرجون من مناطق سيطرة التنظيم إلى مناطق سيطرة قسد ومنهم الكثر قاموا بتسليم انفسهم لقسد ليتم اعتقالهم لمدة تتراوح بين شهر أو شهرين ثم يتم اطلاق سراحهم وبعدها ينتشرون في مناطق سيطرة قسد أو يتوجهون إلى مناطق درع الفرات بغية التوجه إلى ادلب حيث لايمر يوم إلا وتقوم حواجز الجيش الحر في مناطق درع الفرات بإلقاء القبض على مثل هؤلاء العناصر بعد التعرف عليهم ومنهم من يستطيع المرور والوصول إلى وجهته ، وبينهم عناصر غير سوريين.
مهاب ناصر – وطن اف ام