كشف موقع “تابناك” الإيراني عن وجود قلق ومخاوف متزايدة لدى طهران من إقصاء الدور الإيراني في مرحلة إعادة سوريا.
وقال “تابناك” في تقرير بعنوان: “من المسؤول عن حذف وإقصاء إيران من عملية إعادة إعمار سوريا؟ نحن أم بشار الأسد؟”: “واحدة من أهم القضايا الهامة في مستقبل سوريا هي مرحلة إعادة الإعمار، والسؤال الأهم من هي الجهات الفاعلة التي المفترض أن تساهم فيها”.
وأضاف “تابناك”: إيران واحدة من الجهات الفاعلة التي تريد المشاركة والانخراط في مرحلة إعادة إعمار سوريا؛ لتعويض جزء من عشرات مليارات الدولارات التي استنزفتها خلال السنوات الماضية على نظام الأسد، وهذا يقتصر فقط على التكاليف المادية والاقتصادية وليس التكاليف البشرية”.
وتابع “تابناك”: على الأقل إذا لم نربح في حرب سوريا، فيجب علينا أن نعوض على الأقل بعض التكاليف التي تكبدناها، وهذا ما ينبغي أن ينتبه له المسؤولون في النظام الإيراني”.
وكشف “تابناك” عن اتفاق سري بين روسيا وسوريا بعدم إشراك إيران بعملية إعادة إعمار سوريا، وقال: “إذا تساءلنا هل يتم إشراك إيران في عملية إعمار سوريا، فالجواب هو لا؛ لأن بعض المعلومات تشير إلى أن وزراء الحكومة قالوا لبشار الأسد إن إيران لن تتمكن من المشاركة في إعادة إعمار سوريا، لعدة أسباب، من بينها البيروقراطية المعقدة والمشاكل الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها إيران، وأيضا النقص في الموارد المالية، وانتشار الفساد، يدفعنا لإقصاء إيران من مرحلة إعادة إعمار سوريا”.
وتابع تابناك، منتقدا نظام الأسد بشدة، قائلا: “يتعين علينا أن نلوم أنفسنا أكثر من أي شخص آخر، لماذا هذه البلدان عندما تكون بحاجة للمساعدات الأمنية تمد أياديها إلينا ونساعدها، لكن تلك الأيادي في المجال الاقتصادي والتجاري تقدم علينا أطرافا أخرى”.
وأضاف “تابناك”: “لماذا في فترة الحرب كان بشار الأسد يقول إنه بعد انتهاء الأزمة سوف نعطي إيران امتيازات اقتصادية خاصة، ولكن الآن بعد دراسة الوضع الاقتصادي والتجاري في إيران، يستنتجون بأنه يجب عليهم إبعاد إيران من مرحلة إعادة الإعمار”.
وحول عدم الإمكانية المالية للشركات الإيرانية للمشاركة في مرحلة إعادة إعمار سوريا، قال تابناك: “المشاركة في مرحلة إعادة إعمار سوريا لا تعني أن ننفق ونساهم من مالنا في سوريا، بل على حكومة الأسد نفسها أن تقبل الشركات الإيرانية كما هي لتشارك في عملية إعادة إعمار سوريا من خلال ميزانية حكومة الأسد، حتى تكسب هذه الشركات الإيرانية المنافع الاقتصادية عن طريق سوريا”.
وطن اف ام / صحف