أخبار سورية

تقدم مستمر لمقاتلي غصن الزيتون وقرى بريف عفرين تشهد عودة الحياة المدنية إليها

أكثر من أربعين يوماً مضى منذ بدء فصائل من الجيش السوري الحر والقوات التركية “عملية غصن الزيتون” والتي تهدف إلى السيطرة على مدينة “عفرين” بريف حلب الشمالي وطرد مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” منها.

ومع سيطرة قوات “غصن الزيتون” على عشرات القرى والمناطق بريف مدينة عفرين، وابتعاد الكثير من القرى عن خطوط المواجهة، بدأت معالم الحياة تعود إلى الكثير من المناطق التي سيطر عليها الثوار، بالتزامن مع عودة المدنيين إلى منازلهم وتهيئهم لموسم زراعي جديد.

تأمين الشريط الحدودي

فقد أعلنت غرفة عمليات “غصن الزيتون” تأمين الشريط الحدودي الفاصل بين الأراضي السورية والتركية وطرد مليشيا “الحزب الديمقراطي الكوردستاني ووحدات الحماية الكوردية” من المنطقة، إضافة إلى سيطرتها على الطرق الرئيسة الواصلة بين النواحي القريبة من الحدود السورية التركية.

تسيطر قوات “غصن الزيتون” حالياً على كامل الشريط الحدودي الممتد من “جبل برصايا ومدينة اعزاز” بريف حلب الشمالي حتى ريف ادلب الشمالي، إلا أن الطريق لم يجهز ويأمن بشكل كامل لعبور المدنيين، كما أوضح “أبو ابراهيم” القيادي في الجيش السوري الحر.

وقال أيضاً: تمكنت قوات الجيش السوري الحر وبدعم تركي من السيطرة على الطرق الرئيسة الواصلة بين ناحيتي “راجو_الشيخ حديد” وطريق “جنديرس_الشيخ حديد_ راجو” بالإضافة إلى السيطرة على ناحية “راجو، شران والشيخ حديد” كبرى المناطق بريف مدينة عفرين وأحد أهم مراكز مليشيا “الحزب الديمقراطي الكوردستاني” الأمنية والعسكرية.

وأضاف: كما أصبحت قواتنا على مرمى حجر من ناحية “جنديرس” بريف عفرين، وتمكنا من تطويق المنطقة من عدة محاور وقطع طرق الإمداد عنها، وبالإضافة إلى ذلك فإن المقاتلين يحققون تقدماً ملحوظاً بالسيطرة على ناحية “شران وكفر جنة” قرب مركز مدينة عفرين.

ويؤكد القيادي “أبو ابراهيم” على أن القوات المشاركة في معركة السيطرة على عفرين “تتبع سياسة عسكرية معقدة، وذلك نتيجة وعورة المنطقة وكثافة الأحراش والمرتفعات الجبلية، لكن ورغم ذلك، فإن قواتنا تتقدم بشكل سلس وتمكنا من السيطرة على أكثر من مئة قرية وبلدة ومركز عسكري تابع للمليشيات الانفصالية”.

عودة المدنيين إلى منازلهم

ومع تقدم الفصائل العسكرية وابتعاد مواقع المواجهات بينها وبين مليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” عن العديد من التجمعات السكنية ، عادت الحركة المدنية إلى القرى التي سيطر عليها الثوار مؤخراً مع عودة الأهالي إلى مناطقهم.
عائلة “ابراهيم مسعود” من ريف عفرين الغربي، واحدة من عشرات العائلات التي قررت العودة إلى مساكنها في المناطق التي سيطر عليها مقاتلو “غصن الزيتون، بعد أيام من النزوح نتيجة المعارك التي دارت في قراهم قرب الحدود السورية التركية.

“بالبداية رجعت لوحدي مارجعت عيلتي على الضيعة، وما أخفيك، كنا خايفين من كتير أمور، ومنها الجيش المهاجم وهو الجيش الحر وتركيا، خاصة مناطقنا صرلها سنين تحت سيطرة البي بي كي” كما يوضح “ابراهيم مسعود” صاحب الخمسة عقود بلهجته العامية أسباب نزوحه.

ويقول أيضاً: كنا خايفين من الجيش المهاجم مناطقنا “تركيا والجيش الحر” والحديث انو هدول جايين يقتلو الأكراد ويخادوا أراضيهم، بس هي أرضي يعني مستحيل اتركها وأتشرد بآخر أيامي وأنا خايف، وهاد سبب رجعتي للضيعة.

ويضيف: ” بصراحة أول شي كان في تخوف وأسئلة كثيرة من الفصائل ونسمع عن تجاوزات بباقي المناطق، لكن والحق بقريتي شفت الاستقبال والمعاملة الحسنة ومالقيت أي تغيير على حياتنا، وكمان سكان الضيعة معظمهم موجودين في بيوتهم، لهيك رجعت عيلتي وهلق عم نشتغل بالأرض ونطلع ونفوت، بدون محدا يتدخل فينا أو يسألنا أي سؤال”.

الخدمات في عفرين

عملية “غصن الزيتون” التي تم الإعلان عنها من قبل القوات التركية وفصائل من الجيش السوري الحر، لم تقتصر على العمليات العسكرية فقط. فبعد سيطرة مقاتلي “غصن الزيتون” على عشرات المناطق والقرى، أصبح الوضع الأمني والانساني من أهم النواحي التي بدأ العمل عليها من قبل القوات المشاركة في المعركة.
“بدأت العديد من المؤسسات والمنظمات الانسانية الدخول إلى ريف مدينة عفرين للوقوف على أهم احتياجات المدنيين وتلبيتها” كما يوضح الناشط الميداني “شريف الحلبي”.

ويقول الحلبي: من أهم المؤسسات التي دخلت إلى ريف عفرين بعد سيطرة “الثوار بدعم من القوات التركية”، كان الهلال الأحمر التركي، ومنظمة هيئة الاغاثة التركية “ihh” بالإضافة إلى المساعدات المقدمة من المجموعات القتالية وهي مساعدات شخصية للسكان، بهدف تأمين مستلزمات المدنيين المستعجلة والوقوف على الحالات الطبية العاجلة للمدنيين.

ويؤكد: ” أن المنطقة حالياً تعتبر منطقة عسكرية، وتحت وصاية القوات العسكرية المشاركة في المعركة، والتي بدورها تقوم بحماية ممتلكات المدنيين النازحين وتأمين الآليات الزراعية ضمن مستودعات محمية حتى عودة أصحابها، إضافة إلى توفيرالأمان في المناطق التي يسيطر عليها الثوار من ريف عفرين.

أكثر من مئة وعشرين قرية وبلدة سيطر عليها الثوار بريف مدينة عفرين بعد سبعة وأربعين يوماً من بدء العمليات العسكرية التي تهدف إلى طرد مليشيا “وحدات الحماية الكوردية” من ريف حلب الشمالي، دفعت عشرات العائلات من قاطني المناطق الحدودية إلى العودة لمناطقهم بعد انتقال المعارك إلى نقاط متقدمة وبعيدة عن الشريط الحدودي.

منصور حسين – وطن اف ام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى