طالبت وزارة الخارجية اللبنانية من المفوضية العليا شؤون اللاجئين تغيير مقاربتها لقضية اللاجئين السوريين والعمل على وضع خطة لإطلاق مسار عودتهم إلى المناطق التي أسمتها بـ “الآمنة” داخل سوريا.
وجاء هذا الطلب في رسالة سلّمها مدير الشؤون السياسية والقنصلية في وزارة الخارجية السفير غادي الخوري إلى ممثلة مكتب المفوّضية العليا لشؤون اللاجئين في لبنان ميراي جيرار وفريق عملها، عارضا التحفظات اللبنانية على سياسة المفوضية تجاه أزمة النزوح السوري في لبنان.
وأعلنت وزارة الخارجية في بيان، أن “السفير الخوري سلم، بناء على تعليمات وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، رسالة موجهة إلى مكتب المفوضية تتضمن طلب لبنان منها تغيير مقاربتها لكامل موضوع النزوح السوري في لبنان، انطلاقا من تحسن الوضع في العديد من المناطق داخل سوريا بما بات يسمح بالعودة الآمنة والكريمة للنازحين، الأمر الذي يضع على عاتق المفوضية مهمة مساعدة الحكومة اللبنانية على تسهيل هذه العودة بناء على صلاحية ولايتها”.
كما تضمنت الرسالة “طلب الوزارة من المفوضية أن تبادر خلال مهلة محددة إلى تسليمها خطة توضح الإجراءات التي ستتخذها لإطلاق مسار عودة النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة داخل سوريا”.
من جهتها، أكدت جيرار أن عمل المفوضية ينحصر بالشقّ الإنساني فقط، واستعرضت جوانب المفاوضات التي تقوم بها مع الجانب السوري لضمان توفير ظروف مواتية لهم من الناحية الإنسانية حين تتوفر شروط العودة حسب رؤية المفوّضية.
وشدّد السفير الخوري على أن مسار عودة النازحين بدأ بالفعل، وكانت نواته الأولى مجموعة النازحين التي غادرت من شبعا إلى بيت جن ضمن ظروف العودة الطوعية والكريمة، مطالباً المفوضية بمواكبة هذه المرحلة الجديدة من ملف النزوح، مشيراً إلى أن عبء اللجوء الضخم الملقى على عاتق لبنان اقتصادياً واجتماعياً، بات يشكل خطراً وجودياً ما عاد يحتمل المراوحة في تنظيم عودة اللاجئين.
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين في لبنان ما يقارب المليون سوري، أغلبهم يعيش في ظروف إنسانية صعبة للغاية.
وطن اف ام