يواصل نظام الأسد بدعم روسي وإيراني لليوم الحادي عشر على التوالي قصفه الجوي وتقدمه البري باتجاه درعا والقنيطرة في الجنوب السوري؛ بهدف إعادة السيطرة عليها، في وقت أدى فيه القصف العنيف إلى نزوح نحو 150 ألفا صوب الحدود الأردنية.
وأسفرت عمليات نظام الأسد المدعومة من الطيران الروسي والمليشيات الطائفية المتحالفة معه إلى استشهاد 96 مدنيا منذ 19 حزيران/ يونيو، كما قتل نحو 67 شخصا من قوات الأسد و54 شهيداً من مقاتلي الثوار”.
وأدت عمليات القصف العنيف الذي يشنه نظام الأسد المدعوم بالطيران الروسي إلى نزوح أكثر من 150 ألف من بلدات ريف درعا، إلى الحدود الأردنية، والشريط الحدودي مع دولة الاحتلال الإسرائيلي قرب الجولان السوري المحتل.
وحذر المفوض الأممي لحقوق الإنسان الأمير زيد بن الحسين من أن يؤدي القتال المتصاعد في درعا إلى حصار الكثير من المدنيين بين قوات الأسد وفصائل الجيش السوري الحر وتنظيم الدولة.
إلى ذلك، قال مسؤول الإعلام في الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في درعا عامر أبازيد قوله، إن النازحين هربوا من بلدات غصم ونصيب والندى والسهول المحيطة، صوب السهول القريبة من الحدود الأردنية مشيرا إلى عدم تمكنهم من العبور إلى الأردن بسبب إغلاق الحدود، فيما تجمع عشرات الآلاف من النازحين، في بلدات بريقة والرفيد والسهول على الشريط الحدودي مع الجولان المحتل”.
من جهة أخرى خرج عشرات النازحين في مظاهرة قرب الشريط الحدودي مع الجولان، حاملين لافتات تطالب بحماية دولية ومناطق آمنة، وتعتبر أن “إغلاق الحدود بوجه النازحين جريمة إنسانية”.
وتقع المنطقة التي تسيطر عليها فصائل الجيش الحر في الجنوب الغربي على طول الحدود مع الأردن وهضبة الجولان التي تحتلها “إسرائيل”، ثم تقل إلى بضعة كيلومترات فقط عند مدينة درعا.
ويمثل القتال الدائر في جنوب غرب سوريا حساسية للأردن و”إسرائيل”، إلا أن القصف لم يركز حتى الآن على الأراضي القريبة جدا من هضبة الجولان التي تحتلها “إسرائيل”.
وتعد مناطق الجنوب الغربي مشمولة في اتفاق خفض التصعيد، الذي أبرمته في العام الماضي الولايات المتحدة والأردن وروسيا الحليفة الوثيقة للأسد، لكن على الرغم من أن واشنطن حذرت من أنها سترد على انتهاك الاتفاق، إلا أنها لم تظهر أي بادرة حتى الآن على ذلك.
وتركز القتال حتى الآن على المناطق الواقعة إلى الشمال الشرقي من درعا، حيث سيطر نظام الأسد والميليشيات المساندة له على عدد من القرى، لكن الهجوم امتد لمناطق على مشارف المدينة الثلاثاء الماضي.
وفي آخر إعلان لها، قالت قوات الأسد إنها سيطرت على بلدة “الحراك” وقريتي “علما” و”الصورة” في ريف درعا الجنوبي الشرقي، بعد معارك مع فصائل الجيش الحر.
في سياق متصل قالت قناة “CNN” التلفزيونية، إن الرئيس الأمريكا دونالد ترامب، يأمل في إبرام صفقة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بشأن سوريا خلال أول قمة رسمية بينهما، تتيح سحب قوات بلاده من هناك.
وذكرت القناة، أنه وفقا للاتفاقية المقترحة، ستكون قوات الأسد قادرة على فرض سيطرتها “فوق الأراضي القريبة من الحدود مع الأردن” بدعم من روسيا.
في الوقت نفسه، يتوقع ترامب أن يتلقى، مقابل ذلك، ضمانات من الجانب الروسي تتعلق بأمن “المعارضة السورية”، التي تتمتع بدعم الولايات المتحدة، تتيح خروجها الحر من هذه المنطقة التي ستؤول السيطرة عليها إلى نظام الأسد.
بالإضافة إلى ذلك، يأمل الرئيس الأمريكي مساعدة موسكو له ولإسرائيل في الحد من وجود القوات المدعومة من إيران في جنوب غرب سوريا على مقربة من الحدود مع إسرائيل، لا سيما مقاتلي ميليشيا حزب الله اللبناني الذين تخشى “تل أبيب” من أن يفتحوا جبهة ثانية ضدها في الجولان المحتل، على غرار الجبهة المفتوحة في جنوب لبنان.
وكانت الأمم المتحدة حذرت من نشوب معركة شاملة في جنوب غرب سوريا، قائلة إنها قد تؤثر على السكان والمنطقة، مثل التي تأثرت بالمعارك في الغوطة الشرقية وحلب مجتمعة.
يأتي ذلك مع استمرار العمليات العسكرية لنظام الأسد وروسيا وإيران منذ أكثر من 10 أيام والتي تسببت باستشهاد وجرح العشرات من المدنيين ونزوح عشرات الآلاف نحو الحدود الأردنية التي ما زالت مغلقة.
وطن اف ام/ وكالات