عقدت الهيئة العامة للائتلاف الوطني أمس، دورتها الحادية والأربعين، وبحثت الأوضاع في سوريا سياسياً وميدانياً، إضافة إلى ملف المعتقلين والمفقودين، وذلك تحت مسمى دورة الشهيدة الطفلة أميَّة أيمن الرز التي ارتقت جراء قصف جوي طال مدينة الهبيط في ريف إدلب يوم أمس.
وكان الوضع الميداني بكل تفاصيله، خاصة في إدلب وريف حماة في مقدمة الموضوعات التي جرى نقاشها باستفاضة بعد تقديم تقرير شامل من قبل “دائرة الشؤون العسكرية” يتضمن شرحاً للتطورات، والاحتمالات المطروحة حول إدلب ونتائج اجتماع طهران، وفق ما نشر موقع الائتلاف الوطني.
وافتتح رئيس الائتلاف الوطني عبد الرحمن مصطفى أعمال الهيئة العامة للائتلاف في دورتها الـ ٤١، بمناقشة جدول الأعمال وإقراره.
بدوره قدَّم رئيس الحكومة المؤقتة جواد أبو حطب تقريراً تفصيلياً عن أعمال وأنشطة الحكومة في مختلف المجالات، والصعوبات التي تواجهها، والاقتراحات التي تسهم في تفعيل دور الحكومة وبرامجها.
من جانبه قدَّم رئيس هيئة التفاوض السورية نصر الحريري عرضاً تفصيلياً تضمّن مجمل اللقاءات السياسية التي قامت بها الهيئة وأبرز نقاطها وخلاصاتها، ولقاءات أستانا واللجنة الدستورية وآخر مستجداتها، ووجود مؤشرات تؤكد التمسك بجنيف سبيلاً وحيداً للمفاوضات، ووضع عملية الانتقال السياسي في مكانها كأساس للعملية التفاوضية في جنيف، وإصرار الائتلاف على التمسك بالحل السياسي الشامل وفق قرارات الشرعية الدولية، بدءاً ببيان جنيف، وصولاً إلى القرار ٢٢٥٤، والتأكيد على ثوابت الائتلاف وقراراته فيما يخص رفض أي دور لرأس النظام ورموزه مع بدء المرحلة الانتقالية، والتأكيد على أن الثورة السورية كانت المتضرر الأكبر من الإرهاب بكافة أشكاله وتنظيماته، وقد حارب الجيش الحر، المنظمات الإرهابية بكافة أشكالها على مدى سنوات، ولا بدَّ من التأكيد على أن التصدي للإرهاب عمل متكامل، والقضاء عليه يقتضي صياغة منظومة متكاملة، تركز على إزالة مسبباته الجذرية، ومنها التطرُّف الذي يقتات على مظلومية الشعب السوري، في ظل صمت دولي.
وأشاد الائتلاف بالحراك المدني السلمي في المناطق المحررة، ورفض العدوان، وحيا انخراط كافة فئات الشعب في المظاهرات التي رفعت علم الثورة، وأكدت على مطالب الحرية والكرامة والحقوق الدستورية والإنسانية، كما أشاد بالموقف التركي والدعم الدولي والأوروبي المتوافق مع موقف الائتلاف في رفض التصعيد والمحرقة التي يتم التخطيط لها في إدلب، وما ستسفر عنه من كوارث تطال ملايين المدنيين الذين تشكل حمايتهم الهدف الرئيس، وما يمكن أن ينجم عنها من حركة نزوح، وتناول التقرير الميداني الأوضاع في الجنوب والجزيرة وعفرين.
وأكد الائتلاف الوطني على وحدة واستقلال سوريا وتحريرها من الميليشيات والقوات الأجنبية المحتلة، وعلى إقامة النظام التعددي، المدني والديمقراطي الذي يحقق العدالة والكرامة والحرية لجميع أبناء سوريا على أساس المواطنة، ووفق دستور عصري يلبي توق السوريين للحرية وممارسة دورهم الحضاري، ويوفر حقوق جميع مكونات وأطياف الشعب السوري ضمن وحدة سورية أرضاً وشعباً.
وخلال أعمال الدورة، استعرضت الهيئة الرئاسية في الائتلاف تقريرها الذي يلخص الأنشطة والأعمال التي قام بها رئيس الائتلاف ونوابه، وواقع الدوائر واللجان وأنشطتها. وكذلك تقرير الأمين العام، وتقرير أمين سر الهيئة السياسية الذي يتضمن قرارات وتوصيات الهيئة السياسية، وتقارير الدوائر واللجان وأنشطتها خلال الفترة الماضية.
وناقشت الدورة واقع الائتلاف التنظيمي واتخذت عدداً من القرارات. وكلفت الهيئة السياسية بتنفيذ التوصيات والقرارات التي تفعل وضع الائتلاف وتركز على وجوده في الداخل السوري، إن كان ذلك في المناطق المحررة، أو في عموم سوريا، والاهتمام ببناء الجيش الوطني الحر على أساس المهنية والاحتراف للقيام بدوره المناط به.