آخر ماتوصّلت له القيادة السياسية في الائتلاف هو تشكيل “لجنة” لحل معضلة “تمديد جوازات السفر” .. على مبدأ اذا أردتَ أن تُميتَ قضيةً فشكّل لها “لجنة”. هل ذكرنا هاهنا “لجنة” و “قضية”؟ اذاً هناك “مشكلة” استدعت تشكيل اللجنة، وليسَ كما صرّح سفير الائتلاف “نزار الحراكي” أمس، أن الأمور بخير، والعصافير تزقزق، والسوريون يتوافدون على سفارة الائتلاف لشكر الله على نعمة المطر في قطر!.
بعيداً عن المجاز .. ليسَ حدثاً عادياً ذلك المتعلق بجوازات سفر السوريين، كي يمرَّ دون الوقوف عنده وتوضيح كل شيء أمام الرأي العام، إنها مشكلة هوية ووجود، مشكلة تؤرق الملايين من السوريين حول العالم، الذين ينتظرون القول الفصل بالقضية التي تحولت الى مثار جدل وقضية رأي عام.
في المراحل السابقة تجاوزنا كاعلاميين الكثير من الأخطاء والزلّات التي كانت تقع في مؤسسات الثورة والمعارضة، ما انتشر منها عبر مواقع التواصل ومالم يُنشر، وذلك ايماناً منّا أن الأولوية في المعركة الاعلامية الحالية هي مع نظام الأسد الشمولي المجرم، نظام الكذب والخداع والتدليس، وصاحب نظرية “المؤامرة الكونية” ضده.
أما أن ينتقل هذا المرض الى بشكل “وقح” و “فاقع” الى مؤسسات الائتلاف ومسؤوليه لحد اتهامنا “بالعمالة” لمجرّد أداء واجبنا كاعلاميين في نقل الحقيقة للمجتمع، فهو مايجبُ الوقوف عنده بتركيز، لأنه تحوّل من قضية خدمية للناس الى سجالٍ بلغَ حد الطرافة والظرافة والغرابة مؤخراً،وبات يحتاجُ علاجاً حاسماً وصارماً من قيادة الائتلاف الجديدة، إن كانوا يريدون “اصلاحاً”، و “تخسيساً”، كما أُعلن مؤخراً .
خلال اللقاء الاعلامي المفتوح الذي عقدهُ رئيس الائتلاف الجديد “خالد خوجة” في استانبول واستمر لساعات طويلة، أبدى الخوجة تفهمهُ لمعضلة مؤسسات المعارضة وامراضها، مؤكداً أنه بدأ حياته كناشط أولاً، ولهُ تجارب شخصية مع مختلف التيارات والاتجاهات، وأن السنوات الأربع الماضية “علّمته الكثير” .. مشدداً على أهمية الاعلام الحر في هذه المرحلة كرديفٍ لاصلاح مايمكن اصلاحه.
نحنُ أيضاً كاعلاميين ومؤسسات اعلامية، علّمتنا السنوات الماضية الكثير .. علمتنا ان السكوت عن الخطا “صغيراً كان أم كبيراً” هو خيانةٌ للمسؤولية الاجتماعية للاعلام .. وأنّ مؤسسات المعارضة بلغت حداً من الترهل والسقم بحيث تحوّلت لدكاكين تُدار بعقلية “الحجّي”.. وأن الحرية بكل أشكالها لاسيما حرية الكلمة، لاتتجزأ.
لذلك تقتضي الضرورة الآن قول هذه الجمل بشكل واضحٍ وصريح، لوضع النقاط على الحروف:
السيد “حجي” سفارة الائتلاف في قطر .. رئيس الائتلاف قالها بحضور أكثر من 40 اعلامي: “اللصاقات غير قانونية وتعرّضُ حاملها للسجن .. وأمرنا سفارة الائتلاف في الدوحة بايقاف التمديد”.
السيد “حجي” سفارة الائتلاف في قطر .. كان عليكَ الخروج باعتذار للشعب السوري، بدلاً من اتهامات “العمالة” و الاختراق” لوسائل الاعلام ونظريات “المؤامرة”.
السيد “حجي” سفارة الائتلاف في قطر .. لصاقاتكم غير قانونية، وما تشكيل الهيئة السياسية في الائتلاف لجنة للتواصل مع المنظمة الكندية التي تواصلت “سفارتكم” معها، سوى تأكيد بأن هناك “مشكلة و معضلة”.
السيد “حجي” سفارة الائتلاف في قطر .. لم نكن وسيلة الاعلام الوحيدة التي نقلت تصريحات رئيس الائتلاف، كنّا فقط أوّل وسيلة اعلامية تكشفُ الخبر، كما كنّا أول وسيلة اعلام تكشفُ خبر زيارتكم السرية لموسكو في تشرين الثاني الماضي، دون علم الائتلاف.
السيد “حجي” سفارة الائتلاف في قطر .. تصريحاتكم لوسائل الاعلام أمس في محاولةٌ يائسة لنفي الخبر، واتهاماتكم لوسائل الاعلام التي نقلت الخبر؛ أقل مايُقال عنها أنها “موتورة” و …!
السيد “حجي” سفارة الائتلاف في قطر .. شكراً وكفى .
* الآن هي فرصة أمام رئيس الائتلاف الجديد لاثبات صدق التوجه بعلاج أمراض الائتلاف ومؤسساته. وإن كان لابدّ من حملة لتخسيس الدهون (التي أُعلن عنها قبل يومين)، فلتبدأ من كروش الائتلاف التي “أينعت” خلال السنوات الماضية، ولتكن وقفةً جادةً وحازمة لمأسسةٍ حقيقية تليقُ بحجم تضحيات الشعب السوري.
رئيس التحرير – وطن اف ام
مواد متعلقة
التفاصيل الكاملة للقاء رئيس الائتلاف “خالد خوجة” بوفد من الاعلاميين
صورة عن قرار الهيئة السياسية للائتلاف،نشرها موقع زمان الوصل، ويقضي القرار بتشكيل لجنة للتواصل مع المنظمة الكندية التي ردت على سفارة قطر وبحث الموضوع معها، وذلك في نفس يوم اجتماع رئيس الائتلاف مع وفد من الاعلاميين السبت 31 – 1 – 2015 ، وبعد يومين من اعلان سفارة الائتلاف في قطر بدء العمل بتمديد جوازات السفر!
[youtube height=”320″ width=”420″ align=”left|right|none”]https://www.youtube.com/watch?v=fc61rHxPkj8[/youtube]