قال باتريك كوك بيرن في مقال له في صحيفة «الإندبندنت» إنّ سير المعارك ضدّ داعش في الموصل بدّد أي أمل في إحراز نصر كامل على التنظيم في معركة تحرير الرقة المرتقبة. وأشار باتريك إلى أنّ قوات مناوئة لداعش تتقدم شرقي الرقة، بينما يحاصر الجيش العراقي عناصر التنظيم في جزء من مدينة الموصل القديمة.
وتعليقًا على ذلك، قال بريت ماك جيرك، المبعوث الأمريكي إلى التحالف الدولي لقتال داعش، «لقد جرت محاصرتهم في إحدى ضواحي الموصل، وقد خسروا بالفعل جزءًا من الرقة، وستتسارع حملة تحرير المدينة. إنّ هذه تطورات حاسمة في المعركة ضد داعش، لكن الأمر سيطول لبعض الوقت».
يقول باتريك إنّ التكهنات بحدوث انتصار سريع – ممزوجة بشك حول الوقت الذي سيستغرقه ذلك – تتردد من قبل مقاتلين عند الجبهة؛ إذ قال أحد مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لـ«الإندبندنت»: «لقد اقتحمنا الرقة من الجهة الشرقية خلال ساعتين. وتقدمنا مسافة كيلومتر ونصف خلال ساعات قليلة. وأصبح مركز المدينة لا يبعد سوى 2 كيلومتر عنا».
لكن معركة تحرير الموصل الشاقة الممتدة منذ سبعة أشهر تجعل الجميع حذرًا في تكهناته. فقد قال المقاتل الكردي إنّ مقاتلي داعش انسحبوا من شرق الرقة دون مقاومة عنيفة. «لن تكون المعركة سهلة مثلما يظنّ البعض، ولعلّ مقاتلي داعش يختبئون في أنفاق» يشير المقاتل.
ويؤكد التقرير أنّ التنظيم بات يجيد حرب العصابات بعدد قليل من المقاتلين في مواجهة أعداد أكبر من القوات المدعومة جوًا. فالقناصة والانتحاريون والألغام والسيارات المفخخة تبطئ تقدم القوات المناوئة لداعش. وأشارت التقديرات إلى أن من بين 2500 و4000 مقاتل تابع لداعش في الموصل، فإنه ما بين 450 و800 مقاتل فقط هم من يقاتلون.
ويرى محللون أنّ داعش سيلجأ إلى نفس التكتيك في الرقة بعد أن اكتسب قادته خبرة كبيرة. يسود اعتقاد أنه ما يزال هناك حوالي 36 ألف مقاتل تابع للتنظيم في كل من سوريا والعراق، وأنّهم سيتجهون نحو حرب العصابات.
لا يعتبر التنظيم أنّ خسارة الموصل والرقة هي نهاية المعركة – يضيف التقرير – ولكنها مرحلة جديدة في حرب طويلة يمتلكون فيها عدة بطاقات قيّمة. فبتخلي التنظيم عن الدفاع عن مناطق حيوية، سيكون من الأسهل بالنسبة إلى مقاتليه تجنب القصف الجوي الذي يشنه التحالف الدولي. كما أنجيشي الأسد والعراق إلى جانب القوى الكردية يعانون نقصًا في القوات وسيواجهون صعوبة في السيطرة على المناطق التي استعادوها من أيدي التنظيم. وقد تؤدي وحشية وفساد الجيوش المحتلة إلى تحالف السكان المحليين مجددًا مع داعش.
وطن اف ام