إيران في سوريا

زيارة بشار الأسد لطهران .. تكشف عن خفايا الأهداف الإيرانية من سوريا

بحثت الحلقة الرابعة من برنامج “إيران في سوريا” في خفايا زيارة بشار الأسد رأس النظام السوري إلى طهران الإثنين الماضي.

لماذا زار الأسد طهران؟

في أول زيارة إلى إيران منذ اندلاع الثورة السورية قبل نحو ثماني سنوات، التقى رئيس النظام بشار الأسد الاثنين في طهران المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي وكذلك نظيره الإيراني حسن روحاني بوجود قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني.

وحول هذه الزيارة تحدث ضيف الحلقة الأكاديمي والمختص في الشأن الإيراني د. محمد عبد المجيد عن زيارات الأسد لطهران خلال فترة حكمه والتي قام بها الأخير لأربع مرات خلال توليه السلطة، وتأتي هذه الزيارة للمرة الأولى منذ ألفين وأحد عشر جاءت بعد لقائه بنظيره الروسي، معتبراً أن هذه الزيارة متأخرة نظراً لدعم إيران في إبقاء الأسد على رأس السلطة.

وبحسب المختص في الشأن الإيراني فإن هذه الزيارة هي نوع من رد الجميل لإيران، وكذلك تأتي بعد تحولات كبرى في المنطقة وخاصة خفض وتيرة الأعمال العسكرية، ومؤتمر وارسو الذي عقد لتشكيل تحالف ضد إيران، معتبراً أن هذه الزيارة هي استدعاء من النظام الإيراني لبشار الأسد، وكما فعلت روسيا مارست إيران الأسلوب نفسه والطريقة ذاتها، في محاولة منهما الاستهزاء بالأسد وإذلاله برز ذلك في عدم وضع علم النظام خلف الأسد حين لقائه بروحاني، حيث رأى الأكاديمي أن ذلك مؤشر على أن إيران ترى الأسد مجرد وكيل لها في دمشق.

الأهداف الإيرانية من سوريا

بحسب الأكاديمي والمختص في الشأن الإيراني محمد عبد المجيد فإن تصريح أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بأن إيران حققت 90% من أهدافها في سوريا فيه نوع من المبالغة، حيث أن في حقيقة الأمر أن إيران لم تستطع تحقيق هذا القدر من الأهداف التي تدخلت في سوريا من أجلها.

بدأ الهدف من تدخل إيران في سوريا، بالمحافظة على النظام السوري، لكنها تحاول اليوم تثبيت حضورها وتعزيز نفوذها في مستقبل سوريا، لكن هذا الوجود غير مستقر ويتعرض لتهديدات كبيرة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا بحسب ما يرى عبد المجيد، لاسيما في ظل التحضير لمرحلة إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن الشركات الإيرانية وقعت الكثير من العقود مع النظام للقيام بهذه المهمة وهم بحاجة للأموال الخليجية، ما قد يجبر إيران على الخروج من سوريا في المستقبل، بعد أن صرفت أكثر من أربعين مليار دولار خلال مشاركتها في الحرب السورية.

وحول الهدف الرئيسي من تدخل إيران في سوريا رأى الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد حاتم الراوي أن فتح محور (قم – دمشق – بيروت) هو الهدف الرئيسي للأهداف الإيرانية في سوريا، ولم تستطع فتح هذا المحور رغم السيطرة الإيرانية حوله، ولم تتخطى إيران هذه الخطوط الحمراء ولم يتجرأ عنصر إيراني سواء في دير الزور أو في التنف بالاقتراب لفتح هذه المحاور وإن كان الهدف الرئيسي لم يتحقق فكيف ترى إيران أنها حققت هذا القدر من الأهداف في سوريا!

الصراع الروسي الإيراني في المجال الاقتصادي

رأى رئيس مجموعة عمل اقتصاد سوريا د. أسامة قاضي، أن هناك محاولات سابقاً من النظام الإيراني أن يسيطر على الاقتصاد السوري ويستفيد منه، فعقد أكثر من ثلاثين اتفاقية معلنة مع النظام السوري في مجال الطاقة والكهرباء ومشغل الاتصالات، وخمسة آلاف هكتار ميناء ومثلها أراضي زراعة، وكذلك في الفوسفات أخرجهم الروس بعدها من هذه الاتفاقيات، مشيراً إلى أن النظام يبيع القطاعات مرتين مرة للروس ومرة للإيرانيين مما يعكس حجم الصراع الإيراني الروسي في المجال الاقتصادي.

وصرح “قاضي” بمعلومات خاصة لـبرنامج “إيران في سوريا” أن هناك امتعاض حقيقي للأسد من قبل الروس، وتأتي زيارة الأسد الأخيرة لطهران لهذا السبب، مشيراً إلى أن النظام يبيع الفوسفات مرتين تارة، وتارة أخرى يبيع المؤسسة العسكرية مرتين وهكذا، مشيراً إلى أن الاقتصاد السوري سينشئ خلافاً كبيراً في المستقبل القريب بين الأطراف المشاركة.

ويمكنكم الاستماع للحلقة عبر الضغط على الرابط التالي:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى