دائماً ما تمّ اعتبار قضية الأكراد في سوريا أمراً حساساً لدى الكثيرين وحالة خاصة يجب التعامل معها بحذر لعدم الوقوع في العنصرية أو التمييز أو فكرة تفضيل طرف على آخر.
كون الشباب فئة لا يمكن الاستهانة بها في المجتمعين، وكونها من يحمل المستقبل بين يديه وعليه يقع حمل إصلاح ما أفسد السالفين، كان لا بدّ من طرح قضية التجمعات التي كانت سائدة في البيئة الجامعية في مرحلة ليست بالبعيدة، ونحن وإن كنّا متفقين على مبدأ أن الأقطاب المتماثلة دائماً ما تجذب بعضها، إلاّ أن للأمر تبعيات أخرى لا يمكن نكرانها أيضاً، فلاحظنا التجمعات الخاصة بالمسيحيين في الجامعة والتجمعات الخاصة بأهل دمشق أو حماة أو حتى تجمعات خاصة بأبناء الريف تكون منفصلة عن أبناء المدينة، وكحال كلّ هؤلاء كنا نجد أيضاً تجمعات خاصة بالأكراد.
الناشط السياسي حسين علي أشار في حلقة (شباب سوريا) إلى أن حالة التجمعات لم تكن موجودة قبل فترة السبعينات عندما كان يرتاد المدرسة في حلب، وعلى الرغم من أن المدرسة كانت تحوي طلاب من مختلف الأعراق إلاّ أن التجمعات هذه لم تبدأ بالظهور إلا بعد فترة السبعينات، حيث بدأت المجتمعات بالتعرف على بعضهما عن قرب أكثر وبدأت الفوارق تظهر بينهما، ففي المجتمع الكردي قد يتم استقبال الضيف ويجلس مع العائلة كأمر طبيعي، بينما لم نكن نلاحظ وجود أمر مماثل بين المجتمع الحلبي مثلاً، حتى كان من النادر أن يصطحب من هو غير كردي، أصدقاءه إلى منزله، وحتى إن فعل فإن العائلة تكون في مكان وهم في مكان، وهو أمر مختلف عن العادات والتقاليد الكردية.
ونحن بهذا الصدد لا نستهجن هذا أو ذلك بقدر ما نحاول محاولة الإلمام بالأمر، فالتجمعات نفسها يمكن ملاحظتها لدى السوريين في الخارج، كتركيا وأوروبا، وأي شخص يهاجر إلى أي بلد تكون فيه عادات وتقاليد المجتمع مختلفة عنه، لذلك نراه يتوجه إلى المناطق أو إلى الأشخاص الذين يشبهونه بالعادات والتقاليد بالسليقة والفطرة.
المحامي محمد تمو أشار إلى أنه على الرغم من أنه كردي لم يلاحظ تلك التفرقة بين كردي وعربي في مراحل الدراسة وبحكم الجو القروي الذي كان موجوداً فيه، حيث كانت العادات والتقاليد في الريف متشابهة إلى حد ما، وكبر الأطفال ضمن تلك البيئة، وإنما بدت ثقافة التجمعات واضحة جداً في المرحلة الجامعية، حيث ظهرت مصطلحات الكردي والعربي وابن الريف وابن المدينة، وهو أمر لم يأتي بالصدفة بحسب ما يقول “تمو”، بل كانت ثقافة يتم العمل عليها بشكل مدروس، ولعبت هنا الكثير من الأمور دورها في زيادة ذلك الشرخ بين الشباب في الجامعة وعدم معرفتهم أو تعرّفهم على بيئات بعضهم البعض، ومنها انتساب الكثير من الطلاب لحزب تم تأسيسه على أساس قوي، ولم يكن مقبولا من قبل الطالب الكردي أن ينتسب إلى حزب لا يمثله بأي شكل من الأشكال، فهو الحزب الذي كان يعتبر القومية العربية فوق كل شيء حتى وإن تغلّف بغلاف وطني، لكنه في الحقيقة كان رافضاً لكل القوميات الأخرى، لذلك كنا نجد بعض الجفاء بين الطلاب أو نوعاً من الإنعزال سواء أكان ذلك بين الأكراد والعرب أو حتى بين أبناء الريف وأبناء المدينة….
هذا والكثير من النقاط الأخرى حول الشباب الأكراد في الجامعات وسبب التجمعات العربية التي كانت منفصلة عن التجمعات الكردية وغيرها، ضمن هذه الحلقة من شباب سوريا:
https://www.facebook.com/fm.watan/videos/1273926076149068/?__xts__[0]=68.ARBi5rsLHC4B9xwGscKZVfmUnc03NKqzf9VKI7B1QHW-e45WwketwZZbOcRhxo4RLQolMX_Nhxhw5FmevdT_dXXZrgrz36-29eMU-HPWRRZmhlnEFpcUpTbvFMV07-OhV1MFCtGi2Y2KpBXMR7IXhafNbE2ZI-r96aDBPoOlRp1PrzT6fv3ELrTvIrPyVo4k3TNg78TL94jWpxNwvkuNwUoTpuPecC4lpYeiFbKniEgDjlobHBmFoeNuEqMdP0LI5ZNS0JqVmF4n_f-73hi7-HfgIdy8luy5F-r7aExB8qg69SlW1sAHo-bKZBgFah90ydUddxR1dmZso05ieNm6S0EdpSCMLkv8Bmbtnw&__tn__=-R