علوم وتكنولوجيا

الوخز بالإبر قد يعيق تفاقم الإصابة بمقدمات الخرف

توصلت مُراجعة علمية حديثة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من الإصابة بمُقدمات الخرف، مثل ضعف أو فقدان الذاكرة، قد يستفيدون من العلاج بالوخر بالإبر لإبطاء تفاقم الحالة وتحولها إلى إصابة حقيقية بالخرف.

يقول الباحثون بأنه على الرغم من عدم وجود علاج حتى الآن يمكنه إيقاف أو إبطاء نهج الخرف عند الأشخاص المصابين به، إلا أن استخدام الوخز بالإبر بالتزامن مع علاج آخر مثل نيموديبين nimodipine قد يساعد على استعادة بعض وظائف الذاكرة لدى هؤلاء المرضى.

إلا أنه وفي الوقت ذاته، أعرب العديد من الأطباء غير المشاركين في الدراسة عن عدم قناعتهم بنتائج الدراسة، وأن الوقت لا يزال مبكراً جداً للحديث عن أي فعالية محتملة للوخز بالإبر في إبطاء نهج الإصابة بالخرف.

في هذه المراجعة العلمية، قام الباحثان الصينيان مين دينغ و كسو فيننغ وانغ من جامعة ووهان الصينية بمراجعة خمس دراسات سابقة كانت قد أجريت في الفترة بين عامي 2012 و 2013.

اشتملت الدراسات السابقة على حوالي 600 شخص مصاب بدرجة خفيفة من الإعاقة الذهنية جرى اعتبارها على أنها مقدمة للإصابة بالخرف. وبحسب الباحثين فإن حوالي 5 إلى 10 في المائة من الأشخاص الذين يعانون من مقدمات الخرف تُشخّص إصابتهم به بشكل فعلي في كل عام.

قام الباحثون بالتركيز على الأشخاص الذين يعانون من شكل محدد وبسيط من الإعاقة الذهنية، ويُدعى فقد الذاكرة amnestic، حيث يواجه هؤلاء الأشخاص خطراً أكبر من سواهم للإصابة بالخرف.

قارن الباحثون بين نتائج الوخز بالإبر بمفرده ونتائج استخدام النيموديبين بمفرده، ونتائج استخدام الوخز بالإبر والنيموديبين سويةً.

أظهرت بيانات الدراسات الخمس بأن نتائج العلاج بالوخز بالإبر بمفرده كانت أفضل من نتائج العلاج بالنيموديبين بمفرده، حيث حصل مرضى الوخز بالإبر على نتائج أفضل في اختبارات الذاكرة التي خضعوا لها. كما أن المشاركة بين العلاجين قد عادت بنتائج أفضل من كلا العلاجين السابقين.

يُذكر أن أعراضاً جانبية للعلاج بالوخز بالإبر قد جرى تسجيلها في ثلاثةٍ من الدراسات، واشتملت على الشعور بالتعب في أثناء تطبيق العلاج، أو النزف البطيء في موضع الوخز. أما الأعراض الجانبية للعلاج بالنيموديبين فاشتملت على الغثيان والإمساك والصداع الخفيف.

وفي معرض التعليق على نتائج الدراسة، شكك الدكتور ريمي كويتو، الأستاذ المساعد بقسم طب الأسرة والباحث في مجال الوخز بالإبر بجامعة ديوك الأمريكية، بنتائج الدراسة.

يقول كويتو: “على الرغم من أن نتائج الدراسة قد اقترحت وجود بعض الفعالية للوخز بالإبر في إعاقة تقدم الخرف، إلا أنني توصلت إلى درجة من القناعة بأن هذا الأثر ضعيف، وإن كان ليس معدوماً”.

ويُضيف كويتو: “إن المشكلة الرئيسية في هذا البحث هو ضعف تصميمه، إذ إنه لم يرتكز إلى دراسات معتمدة أو موثوقة، فضلاً عن الكم الكبير من التحيز فيها. إننا بحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات في هذا الصدد، وخاصةً في ظل عدم وجود علاج حقيقي للخرف من جهة، وأن الوخز بالإبر لا يضر إن لم ينفع”.

جرى نشر التقرير في الرابع من شهر أغسطس الحالي في مجلة Acupuncture in Medicine.

هيلث داي نيوز

المصدر : وكالات

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى