نهاية العام سيغادر البيت الأبيض أول رئيس في تاريخ الولايات المتحدة من أصول أفريقية ينتمي للحزب الديموقراطي الأميركي باراك أوباما. إذاً من هو باراك أوباما؟
ولد أوباما في ولاية هاواي (غرب أميركا) في المحيط الهادي، وهي في الأصل جزر سياحية مشهورة بجمال الطبيعة، استولى عليها الأميركيون من اليابان خلال الحرب العالمية الأولى.
والد باراك أوباما قدم إلى الولايات المتحدة في 1958 بهدف الدراسة الجامعية قادماً من كينيا شرق القارة الأفريقية، وكانت كينيا في ذلك الوقت مستعمرة بريطانية، وينتمي حسين أوباما إلى إحدى القبائل الأفريقية الكبيرة في منطقة شرق أفريقيا وكينيا بالتحديد، وهي قبيلة لؤؤى، وقبيلة لؤؤي الكينية تقطن في مناطق عدة في جمهورية كينيا، وحوالى 20 في المئة من أبناء قبيلة لؤؤي يعتنقون الإسلام.
إذاً حسين أوباما مسلم الديانة، كذلك والده المدعو أوديغناها كان مسلم الديانة، وجنده الجيش البريطاني في منطقة زنجبار الأفريقية، أما والدة الرئيس الأميركي باراك أوباما فهي سيده أميركية من أصول أنجلوساكسونية آرلندية، وتعرف عليها حسين أوباما وتزوجها خلال دراسته الجامعية في أميركا، وبعد فترة من الزواج طلق حسين أوباما زوجته الأميركية وكانت نتيجة الزواج أن أنجبت الطفل باراك حسين أوباما، وحينما كان عمر باراك أوباما خمس سنوات ذهبت به والدته إلى إحدى الكنائس المسيحية في أميركا وحولته إلى الديانة المسيحية، ديانة والدته، ومن المعروف أن باراك أوباما مع والدته في أميركا وبعد مرحلة زمنية معينة تعرفت والدته على رجل مسلم من إندونيسيا كان يدرس في إحدى الجامعات الأميركية وتزوجته، وبعد أن تخرج زوجها الإندونيسي المسلم أخذ زوجته والطفل باراك حسين أوباما معه إلى بلده (إندونيسيا)، وتحديداً إلى قريته في جزيرة جاوا، واستقر هناك وأنجب من زوجته الأميركية طفلاً، وخلال ذلك كان عمر باراك أوباما تسع سنوات، وكان يذهب للدراسة في إحدى المدارس الإسلامية الأهلية قرب العاصمة جاكارتا، وتعلم مبادئ القران الكريم والشريعة الإسلامية، وبعد سنوات عادت والدة أوباما مع ابنها باراك وتابع باراك دراسته في أميركا إلى أن تخرج من جامعة هارفارد الأميركية بتفوق، ويحمل درجة الماجستير في القانون، وتعرف خلال دراسته الجامعة على فتاة أميركية من أصول أفريقية، كانت زميلته في جامعة هارفرد تدعى ميشيل، وتزوجها وأنجبت منه ابنتين، وخلال دراسته الجامعية ظهرت على باراك أوباما ميوله السياسية وتوجهاته الاشتراكية اليسارية، ونظم إلى صفوف الحزب الديموقراطي الأميركي الذي يحظى بتأييد الأقليات العرقية والدينية في الولايات المتحدة، ومنهم السود الأميركيون ذوو الأصول الأفريقية.
استقر باراك أوباما بعد تخرجه من الجامعة في ولاية ألينوي الأميركية ومارس العمل السياسي وانتخب بعد فترة عضواً في الكونغرس (البرلمان) المحلي لولاية ألينوي، وصوت له الآلاف من السود الأميركيين ذوو الأصول الأفريقية الذين يقطنون في ضواحي مدينة شيكاغو الفقيرة، فيما عرف بمربع الفقر السكاني، وبعد فترة أنتخب ليصبح عضواً في مجلس الشيوخ المحلي لولايات ألينوي.
عارض أوباما خلال كفاحه السياسي سياسة الحزب الجمهوري الأميركية اليمينية العنصرية المتطرفة، كما عارض الرئيسين رونالد ريجان، وجورج دبليو بوش السابقين من الحزب الجمهوري، وبعد فترة انتخب باراك أوباما عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي الاتحادي في العاصمة واشنطن ممثلاً عن ولاية ألينوي عن الحزب الديموقراطي، وكان العضو الأسود الوحيد من أصل أفريقي في مجلس الشيوخ.
في 2003 احتل الرئيس الأميركي من الحزب الجمهوري جرج دبليو بوش العراق عسكرياً، ووجه باراك أوباما انتقادات شديدة حول احتلال العراق، واعتبر أن سياسة جورج دبليو بوش أدت إلى كوارث سياسية واقتصادية في أميركا، وأصبحت الولايات المتحدة تعاني من عزلة سياسية دولية نتيجة الاحتلال العسكري للعراق، وفي 2007 أعلن باراك أوباما ترشحه لمركز الرئاسة الأميركية عن الحزب الديموقراطي الأميركي، وفي 2009 حقق أوباما نجاحاً ساحقاً في انتخابات الرئاسة الأميركية بنسبة تصل إلى 65 في المئة من أصوات الناخبين الأميركيين على منافسة من الحزب الجمهوري عضو مجلس الشيوخ الأميركي ( جون مكين، وصوت لباراك أوباما السود الأميركيون ذوو الأصول الأفريقية والمهاجرون من دول أميركا الجنوبية، متحدثو اللغة الإسبانية، إضافة إلى المسلمين في أميركا والمهاجرين من قارة أفريقيا وآسيا وبعض طلاب وطالبات الجامعات من البيض الأميركيين ذوي الأصول الأوروبية أصحاب التوجهات السياسية اليسارية، والعديد من النساء الأميركيات.
وحضي أوباما خلال حملته الانتخابية بتأييد جماعة أمة الإسلام الأميركية الإفريقية التي يتزعمها لويس فرخان، كما حضي أيضاً بتأييد جماعة اليسار الاشتراكي اليهودي الأميركي، وتعرض أوباما خلال حملاته الانتخابية لحملة عنصرية كريهة وشرسة من الحزب الجمهوري الأميركي ومؤيديه من الأميركيين ذوي الأصول الأميركية الأنجلو سكسون من المسيحيين واليهود ومن الكرستل جلوكوه، لكونه أول رئيس أميركي أسود من أصول إفريقية كينية، ووالده حسين يعتنق الإسلام، وكانت إحدى أهداف أوباما الانتخابية تطوير الاقتصاد الأميركي ومساعدة ملايين الفقراء في المجتمع الأميركي، وكان يردد كلمته الشهيرة «إن التغيير السياسي والاقتصادي قادم إلى أميركا».
المصدر : الحياة