سياسة

الائتلاف والاخوان ومعاذ الخطيب وتيار بناء الدولة يعلنون عدم مشاركتهم في “موسكو1” .. وأنباء عن عقده “بمن حضر”

اعتذرت أبرز كيانات المعارضة السورية عن المشاركة في حوار مع النظام تعد موسكو لعقده نهاية كانون الثاني/ يناير الجاري، بهدف إيجاد “حل سياسي للأزمة السورية” .

وانضم الرئيس الأسبق للائتلاف السوري المعارض وعضو مجموعة “سوريا الوطن” المشكلة حديثاً، معاذ الخطيب، إلى لائحة المعتذرين عن المشاركة في الحوار.

أعلن الرئيس الأسبق لـ”الائتلاف الوطني” أحمد معاذ الخطيب قراره عدم المشاركة في لقاءات موسكو المزمع عقدها أواخر الشهر الحالي. وقال الخطيب، في بيان نشره على صفحته في (فيسبوك)، إنه تلقى “دعوة مكتوبة من القيادة الروسية لحضور لقاء مع شخصيات سورية مختلفة في موسكو آخر الشهر الحالي”، مشيرا الى انه “بعد التشاور مع الإخوة في المجموعة التي نعمل من خلالها، قررنا الاعتذار عن المشاركة بصفة شخصية أو معنوية، بسبب أن الظروف التي نعتقد بضرورة حصولها لإنجاح اللقاء لم تتوفر، كما أن ضرورة توقف قصف وقتل شعبنا لم نحصل على أي جواب عليه”.

وكان الخطيب أعلن قبل أيام عن تيار سياسي جديد اسمه “سوريا الوطن” يدعو إلى “رحيل النظام وحل سياسي بناءً على بيان جنيف1.

وتابع الخطيب انه “وبالرغم أننا لا نمانع أية مفاوضات سياسية لرفع المعاناة عن شعبنا، إلا أن ما ذكر عن اجتماعات لاحقة مع وفد من النظام لا يمكن دون إطلاق سراح المعتقلين وخصوصا النساء والأطفال”.

بدورها، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، رفضها القاطع للمبادرة الروسية للحوار بين المعارضة والنظام الذي تعد موسكو لعقده.وفي بيان أصدرته ونشرته على موقعها الإلكتروني، نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، قالت الجماعة: “نرفض رفضاً قاطعاً المبادرة الروسية، ونعلن التحامنا مع شعبنا البطل، في مواجهة بطش النظام المجرم وحليفيه الروسي والإيراني في سبيل نيل الحرية والكرامة”.

كما أعلن تيار بناء الدولة “المعارض”، يوم الخميس، عن عدم مشاركته أو مشاركة أي من أعضائه في مؤتمر موسكو، وذلك لعدة أسباب “افراغت اللقاء من جدواه, مشيرا الى ان الأزمة السورية قد أشبعت واكتفت تشاوراً سواء بين قوى المعارضة فيما بينها أو مع قوى الموالاة، وكان من الأجدى أن تقدم موسكو، انطلاقا مما تعلنه عن جديتها في العمل على إيجاد حل سياسي، مبادرة واضحة ذات عنوان صريح، وجدول تفاوضي واضح، وبهذه الطريقة تعطي تحركاتها وزنا سياسيا محليا وإقليميا ودوليا، عبر انعكاسها بالتغيير السياسي الذي يؤمِّن حماية السوريين من العنف والقمع ويسحب من رافضي الحل السياسي حججهم عبر خلق السلطة الوطنية، التي يشعر السوريون بأنها تمثلهم.

وكان الرئيس الجديد “للائتلاف الوطني السوري” خالد خوجة أعلن، يوم الاثنين، رفضه لأي حوار مع النظام السوري إلّا في إطار عملية تفاوضية تحقق انتقالا سلميا للسلطة.

يشار إلى أن موسكو تسعى إلى إجراء اللقاءات المقترحة أواخر الشهر الجاري بين النظام والمعارضة السورية، ودون شروط مسبقة، حيث أعلن الائتلاف أنه لم يتلق دعوة من موسكو للحوار مع النظام، عقب اعلان دمشق موافقتها على اللقاء, في حين أعلنت مصادر روسية عن توجيه دعوات لشخصيات معارضة من ضمنها أعضاء في الائتلاف وشخصيات من “هيئة التنسيق”، وتأتي مبادرة موسكو بعد لقاءات دارت بين أطراف من المعارضة السورية في العاصمة المصرية القاهرة, بهدف تقريب وجهات النظر, تخللها لقاءات بين رئيس “الائتلاف الوطني” السابق هادي البحرة ومسؤولين مصريين وأمين عام جامعة الدول العربية نبيل العربي.

وكان مجلس قيادة الثورة السورية، الذي يضم أكثر من 100 فصيل عسكري منتشر داخل الأراضي السورية، أعلن قبل يومين رفضه للمبادرة الروسية، ورأى أنها تصب في مصلحة النظام.

وأوضح المجلس في بيان له، أن أعضاءه “قرروا بالإجماع أن المبادرة الروسية تصب في مصلحة النظام، ولذا فهو يدعو لمقاطعتها”، مشيرا إلى أن الشعب السوري ثابت ومستمر في ثورته وأي تنازل فهو مرفوض.

ولم يوضح المجلس فيما إذا وصلت دعوات رسمية له لحضور حوار موسكو أم أنه يعلن رفضه للمبدأ.

ويبقى موقف “هيئة التنسيق الوطنية” غامضاً ويعتقد أنه سيطلق رصاصة الرحمة على الحوار الذي تخطط موسكو لعقده أم أنه سيعطيه جرعة أمل لعقده على الأقل.

ولا يزال موقف الهيئة غير محسوم حتى الآن، إلا أن منذر خدام القيادي في الهيئة كتب على صفحته الشخصية على “فيس بوك” مطلع الشهر الجاري، أن الهيئة “وجهت رسالة إلى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بصدد دعوة بعض قادة الهيئة إلى لقاء تشاوري مع ممثلين عن السلطة في موسكو تطالب فيها بأن توجه الدعوة إلى الكيانات السياسية للمعارضة وليس إلى أشخاص معارضين مختارين من قبل روسيا”.

وطالبت الهيئة، بحسب خدام، بأن يتم حساب بعض المدعوين من مؤيدي النظام (يقصد من المحسوبين على المعارضة) ضمن وفد النظام وليس ضمن وفد المعارضة.

وأشارت الرسالة إلى أنه على السلطات السورية المبادرة إلى “توفير مناخ ملائم للحوار يسمح للمعارضة أن تثق هذه المرة بجديتها، وخصوصا لجهة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ومن ضمنهم عبد العزيز الخير ورجاء الناصر ورفاقهما من أعضاء الهيئة ولؤي حسين رئيس تيار بناء الدولة وغيرهم”.

وكانت تقارير إعلامية نقلت أخيرا عن مصدر سوري معارض، لم تبين هويته، قوله إن الخارجية الروسية ستعقد اللقاء التشاوري أو الحوار في موسكو بمن حضر ولو كان عشرة أشخاص فقط من نحو 30 شخصاً وجهت لهم دعوة خطية.

ولم تعلق موسكو حتى ظهر السبت على المواقف المعلنة من أبرز كيانات المعارضة السورية والشخصيات المدعوة الرافضة لدعوتها للحوار فيها.

واقترح ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أن يلتقي ممثلون عن مختلف أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية في موسكو نهاية كانون الثاني/ يناير الجاري، قبل لقائهم المحتمل مع ممثلين عن النظام السوري، ما دفع بعض المراقبين للحديث عن إمكانية عقد مفاوضات “موسكو 1” بين النظام والمعارضة.

وأعلنت خارجية النظام، بعدها بأسبوع، استعداد دمشق للمشاركة في لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى “التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم دون أي تدخل خارجي”، بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا).

وتعد روسيا من أبرز الداعمين لنظام بشار الأسد، عسكرياً ومادياً، كما استخدمت حق النقض (الفيتو) عدة مرات بمجلس الأمن لمنع صدور أي قرار يتضمن عقوبات أو إدانة للنظام السوري على “الجرائم والمجازر” التي تتهمه المعارضة وعواصم عربية وغربية بارتكابها خلال محاولة قمع انتفاضة شعبية اندلعت قبل نحو أربعة أعوام.

يشار إلى أن فكرة إجراء لقاء في موسكو يجمع المعارضة السورية ونظام الأسد طُرحت في صيف 2014، ومنذ ذلك الوقت تقوم وزارة الخارجية الروسية بشكل منتظم بتقديم معلومات حول إجراءات عملية التنظيم لعقد ذلك اللقاء.

قسم الاخبار – وطن اف ام 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى