هل لمحادثات جنيف 7 من نتائج جديدة ؟
يتضاءل الأمل في أن تحقق جولة المحادثات المنعقدة حالياً في العاصمة السويسرية جنيف حول سوريا نجاحاً ملفتاً على صعيد الحل السياسي، ولم يسفر عن اجتماعات اليوم الأول من المحادثات التي بدأت، أمس الإثنين، أي تطور ملفت، واقتصرت على لقاءات بروتوكولية، وسط إشارات من وفد المعارضة السورية بعدم فاعلية دور المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا.
كبير المفاوضين في وفد المعارضة السورية، محمد صبرا، أشار في تغريدات كتبها على حسابه في موقع “تويتر”، في وقت متأخر من أمس الإثنين، إلى أن المباحثات الحالية لن تعدو عن كونها مجرد لقاءات تقنية، دون أن يكون هنالك مفاوضات سياسية حقيقة، محذراً من مغبة ذلك.
وقال صبرا: “بدأت جنيف ولم تبدأ، يبدو أن الوسيط الدولي لا يملك خطة وغداً لن يكون هناك مفاوضات سياسية بل مجرد لقاء تقني. يبدو أن التقني صار بديلاً عن السياسي”.
واعتبر صبرا ذلك بمثابة “تبسيط للقضية السورية، وتفتيتها وتمييع جوهرها، وتحويلها لدردشات أكاديمية حول شكل الدولة المستقبلي”، مشدداً على أن بشار الأسد هو المشكلة والحل يكمن في محاكمته كمجرم حرب.
ويحمل دي ميستورا في جعبته خلال محادثات “جنيف 7” المسائل الدستورية والقانونية الخاصة بالعملية السياسية، التي جرى الاتفاق عليها في “جنيف 4” الذي عقد في فبراير/ شباط 2017، وضمت: الحكم الانتقالي، والدستور، والانتخابات، ومكافحة الإرهاب.
رفض مقترح دي ميستورا
واستمر الفشل في مناقشة هذه السلال خلال جولتي المحادثات “جنيف 5 و6” اللتين عقدتا في مارس/ آذار 2017، ومايو/ أيار 2017، واقتصر المناقشات حينها على المسائل الخاصة بالدستور، والذي أكدت المعارضة السورية مراراً رفضها لأي دستور مكتوب في روسيا أو من أية جهة خارجية.
وخلال جولة جنيف السادسة، التي اختتمت الشهر الماضي، طرح المبعوث الأممي مقترح إنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية، ما أثار استياء أطراف المحادثات، فاكتفى بلقاءات تقنية مع وفدي الأسد والمعارضة.
وكشفت وثيقة سلمها دي ميستورا، لوفدي المعارضة والأسد في “جنيف 6” عن سعيه إلى إنشاء آلية تشاورية حول المسائل الدستورية والقانونية، وسيدعو كافة الأطراف إلى المشاركة بشكل بناء في عملها.
وهذه الآلية تستند إلى بيان “جنيف 1″، 30 يونيو 2012، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، والتي “حددت متطلبات عملية انتقال سياسي متفاوض عليها بهدف حل النزاع”.
وفي معرض استفساراتها عن هذه الوثيقة، تساءلت المعارضة: ما الذي یستند إلیه المبعوث الدولي في تشكیل الآلیة من ناحیة ولایته أو دوره كمبعوث خاص؟ وكیف یمكن إیجاد الصلة بین آلیة تشاوریة وبیان جنیف، وما مرجع هذه الصلة في البیان؟. وفي ختام اجتماعات “جنيف 6″، قال المبعوث الأممي إن الوثيقة وضعت جانبا.
نتائج متواضعة
وترى المعارضة السورية أن أداء المبعوث الأممي لا يعدو عن كونه تكراراً لأدائه السابق جولات المحادثات المنصرمة، والذي يتخلص بعقد “لقاءات تقنية” مع وفدي المعارضة السورية، ونظام بشار الأسد، ثم تصريحات في مؤتمرات صحفية والإقرار بصعوبة المفاوضات، ثم إعلان نهاية المفاوضات وإرجائها حتى موعد لاحق، دون تحقيق نتائج تُذكر.
وألمح دي ميستورا سلفاً إلى نتائج متواضعة قد تحققها جولة المحادثات الحالية، وقال عقب إعلانه بدء “جنيف 7”: “يجب ألا يتوقع أحد حدوث تقدم كبير خلال جولة الأسبوع الجاري، ولكن من المأمول أن يكون هناك تقدم تدريجي حتى يمكن أن تنطلق عملية جنيف بكامل طاقتها بمجرد أن تصبح الظروف الدولية مواتية”.
ولا يزال الخلاف قائماً بين وفدي المعارضة السورية، ونظام بشار الأسد، حول المرحلة الانتقالية وتأسيس الحكم الانتقالي، إذ تؤكد المعارضة السورية على ضرورة أن تكون هيئة الحكم الانتقالي كاملة الصلاحيات، وبشكل يفضي في النهاية إلى خروج الأسد من السلطة، في حين يصر النظام وحليفتيه روسيا وإيران بقائه بالسلطة وأن يكون هنالك “صيغة للتشارك في الحكم”.
وفي ذات الوقت الذي تنعقد فيه محادثات “جنيف 7″، لا يبدي نظام الأسد وحلفائه أي استعداد لتهدئة عسكرية على الأرض على عكس ما تروج له روسيا، وأمس الإثنين وبينما كانت اللقاءات التقنية تجري في جنيف، أعلن النظام عن بدء معركة جديدة بمشاركة مع الميليشيات الإيرانية في جنوب شرق سوريا ضد قوات المعارضة التي طردت داعش من مناطق واسعة من البادية السورية.
وقال محمد عدنان المتحدث باسم “جيش أحرار العشائر” إن “هذا أكبر هجوم من قبل الأسد وميليشياته الإيرانية على قرى ريف السويداء الشرقية.. تم استخدام كافة أنواع الأسلحة طيران و مدفعية و صواريخ وهجوم بري في هجوم غير مسبوق”.
وأضاف “في السنوات اللي سيطرت فيها داعش على هذه المناطق لم يتم حدوث أي نوع من الاشتباك ولم يهجم النظام عليهم”.
وفي وقت لاحق قال عدنان إن “النظام تمكن من السيطرة على سبع قرى على الأقل”. وجاء في بيان لقوات النظام أنه استعاد السيطرة على عدة بلدات وقرى في ريف السويداء الشرقي.
وفي ذات السياق، قال سعيد سيف وهو مسؤول في كتائب “الشهيد أحمد العبدو” التابعة للجيش السوري الحر إن “المليشيات الشيعية الإيرانية مستمرة في إرسال التعزيزات للبادية لتوسيع نطاق نفوذهم ونفعل كل ما باستطاعتنا لردعهم”.
وطن اف ام