أعلنت “أطباء بلا حدود” وفاة خمسة أشخاص بسبب الجوع منذ دخول القافلة الأولى للمساعدات الإنسانية بلدة مضايا في ريف دمشق.
وقالت المنظمة في بيان لها إن 35 شخصا توفوا نتيجة نقص التغذية منذ ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
وأعرب متحدث باسم المنظمة عن صدمته حيال الوضع المأساوي بمضايا، وقال إن المرضى ما زالوا يموتون على الرغم من وصول قافلتين إنسانيتين كبيرتين، مضيفا أن الأمم المتحدة مطالبة بإيصال المساعدات فورا إلى المناطق المحاصرة في سوريا.
وكانت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية كيونغ واكانغ دعت، خلال اجتماع لـ مجلس الأمن الدولي الليلة الماضية، إلى وقف ما سمته التكتيك الوحشي، وقالت إن مدينة مضايا السورية صدمت الضمير العالمي، متهمة الحكومة السورية بارتكاب ممارسات مخيفة ممنوعة وفق القانون الدولي الإنساني.
وقالت واكانغ إن استخدام التجويع كسلاح بات متكررا ومنتظما في الحرب بسوريا، ووصفته بالأسلوب البربري الذي لم يعد مقبولا، وإن منع المحاصرين من الخدمات الأساسية يخالف القانون الدولي ولا يقبله أي ضمير ولا منطق.
وأكدت أن جميع أطراف النزاع في سوريا يتحملون المسؤولية عن الحصار والمعاناة التي يكابدها المدنيون، ودعت لإيصال المساعدات فورا إلى المناطق المحاصرة، مشيرة إلى أن أكثر من أربعة ملايين سوري يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها.
وفي السياق نفسه، قال ممثل فرنسا بمجلس الأمن فرانسوا دولاتر إنه “لن يكون هناك مسار سياسي ذو مصداقية دون تحسن فوري للوضع الإنساني” بينما اعتبر بيتر ويلسون مساعد ممثل بريطانيا بالمجلس أن “مضايا ليست إلا القسم الظاهر من كتلة الجليد”.
أما السفير النيوزيلندي جيرار فان بوهيمان، فدعا الأمم المتحدة لدراسة إمكانية القيام بإلقاء مساعدة إنسانية، معتبرا أن الوضع بلغ حدا من الخطورة يتعين معه بحث كافة أشكال تقديم المساعدة.
وجاء اجتماع مجلس الأمن الطارئ مساء أمس، بعد استمرار حصد الجوع لأبناء الشعب السوري في مضايا نتيجة الحصار الذي تفرضه قوات النظام وحزب الله على البلدة.
وكانت مصادر قالت إن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم جوعا أمس بمضايا، ووثقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وفاة أحد الضحايا أمام أعين موظفيها، بينما قال برنامج الغذاء العالمي إن إحصائياته تفيد بوفاة أكثر من ثلاثين شخصا بالمدينة منذ بداية الشهر الحالي.
المصدر : الجزيرة