منذ سنوات طويلة، وحتى قبل انطلاق الثورة السورية، تسعى إيران لفتح طريق يربط عاصمتها بالعاصمة اللبنانية بيروت مروراً ببغداد وبيروت، فيما يعرف إعلامياً بالهلال الشيعي في المنطقة، والذي يشكل جزءاً من الحلم الإيراني بالسيطرة الكاملة على المنطقة وثرواتها.
كان رئيس الأركان العراقي عثمان الغانمي قد أعلن أن إعادة فتح المعابر بين سوريا والعراق، سيتم في الوقت القريب، لكن الخبير العسكري العميد أحمد رحال، اعتبر أن المشهد العسكري والسياسي في شرق سوريا لا يسمح بأي فتح قريب للمعابر، أو بتغيير الوضع القائم فيها.
رحال قال في برنامج في العمق، إن قرار فتح المعابر، متروك للقادة السياسيين، وليس العسكرين، معتبراً أن هذا الإعلان له هدف إعلامي أكثر من كونه حقيقيا.
تنتشر قوات أمريكية حتى الآن في مناطق من شمال شرق سوريا، رغم القرار الأمريكي بالانسحاب من البلاد، تواجد تلك القوات سيكون أكبر عائقاً أمام الرغبة الإيرانية ليس بفتح المعابر فقط، بل بالاستفادة من الطريق الواصل من طهران إلى دمشق ثم بيروت.
لا يستبعد رحال مواجهات عسكرية أو عمليات قصف على أي تحركات إيرانية على طول الحدود بين سوريا والعراق.
اقتصادياً، يرى الخبير الاقتصادي عمر المحمد، أن إعادة فتح المعابر الحدودية بين سوريا والعراق، سيكون له معانٍ وفوائد اقتصادية كبيرة على النظام، ويعتبر أن فتح النوافذ الاساسية للنظام مع دول الجوار، ليس قراراً سورياً فقط، بل له أبعاد دولية.
يدر كل معبر حدودي في سوريا، مليون دولار يومياً، يقول المحمد في برنامج “في العمق” سيكون الحال كذلك في حال افتتاح معبر البوكمال المرشح أكثر من غيره للافتتاح، بحسب عمر فإن الدخل الذي من الممكن أن يحققه النظام من معبر البوكمال، سيكون أكبر مما سيحققه العراق، ويشير إلى أن طهران ستكون المستفيد الاكبر من هذا المعبر بالإضافة لنظام الأسد.
كانت واشنطن قد فرضت من جديد عقوبات اقتصادية على إيران، عقوبات بدأت تنعكس أثارها على الاقتصادي الإيراني وحلفائه في سوريا ولبنان.