منذ أن استقلت عن الاحتلالات، وجميع الجمهوريات العربية تقريباً، حكمها ضباط وعسكريون نفذوا انقلابات عسكرية متتالية حتى استقر لهم الأمر، من ليبيا الى مصر إلى العراق والسودان، وحتى سوريا، التي صدرت للعالم العربي، ثقافة الانقلابات العسكرية، عام 1949، حين انقلب حسني الزعيم على الرئيس شكري القوتلي.
تاريخ متشابه
في سوريا، استمرت الانقلابات العسكرية حتى عام 1970، حين انقلب حافظ الاسد على رفاقه في حزب البعث، وتسلم السلطة حتى وفاته عام 2000، يقول الخبير العسكري والاستراتيجي احمد حمادة لبرنامج في العمق، ويسرد كيف تحول الجيش السوري، إلى إداة للوصول إلى السلطة بدلاً من مهامه الأساسية.
ساهم انقلاب مصر عام 1952 على الملك فاروق، ووصل عبد الناصر إلى السلطة، في احداث انقلاب البعثيين في سوريا لاحقا، باع العسكر بحسب ما يقول حمادة، الكثير من الكلام للشعوب العربية، حول القدس والتحرير وفلسطين.
يقول حمادة، إن ممارسات العسكر كانت على الدوام، تنتهك حقوق الإنسان، وملاحقة المعارضين، وقمع الحريات.
لكن حماة يقول رغم هذا إنه في بعض الحالات، يمكن للجيوش ومن خلال الانقلابات أن تأخذ البلاد إلى حال أفضل، لكن بشرط أن تسلم السلطة للمدنيين وليس إبقائها بين يديها.
الجيوش والوطنية
مشكلة الجيوش العربية، تبدو مركبة برأي المدير التنفيذي لمؤسسة اليوم التالي معتصم السيوفي، الذي يرى أن العالم العربي عرف أحزاباً معارضة كانت مؤمنة على الدوام، بأن إحداث تغيير في المجتمع العربي، يكمن من خلال الوصول إلى السلطة، التي لا بد من الوصول إليها عبر التغلغل في المؤسسة العسكرية.
يتابع السيوفي، إن وجود دولة الاحتلال، جعل من معظم الدول العربية، تعتمد على العسكر بشكل مطلق، تحت شعار واحد، لا صوت يعلو فوق صوت البندقية.
لكن الحقيقة أن حكم العسكر، اضعف الدول العربية في مواجهة الاحتلال أو استعادة الأراضي العربية، وفق السيوفي.