إدلبفي العمق

في العمق – آخر مناطق اتفاقيات “خفض التصعيد”: سيناريوهات إدلب

بحثت هذه الحلقة من برنامج “في العمق”، الذي تبثه إذاعة “وطن اف ام” كل إثنين وخميس، في السيناريوهات، التي من الممكن أن تُطبق في محافظة إدلب، وأرياف حماه وحلب واللاذقية المتصلة بها. إذ أن هذه المناطق، هي آخر ما تبقى من مناطق “خفض التصعيد”، بعد أن سيطر نظام الأسد بدعم روسي، على ريفي حمص الشمالي وحماه الجنوبي، والغوطة الشرقية لدمشق، وكامل محافظتي درعا والقنيطرة.

وبعد انهيار ثلاث من أربع مناطق “خفض تصعيد”، تتوجه الأنظار الآن، إلى محافظة إدلب، آخر معاقل الثورة في سورية، وهي المحافظة التي تبدو آليات التعامل مع مستقبلها، مختلفة عن غيرها من المناطق السورية، لإعتباراتٍ عديدة، ليس أولها اكتظاظها بأكثر من ثلاثة ملايين مدني، من سكانها الأساسيين إضافة لعشرات ألاف المُهجرين إليها، وليس آخرها، أن المحافظة تحوي خليطاً واسعاً من القوى العسكرية، سواء من أبرز مجموعات الجيش الحر، والفصائل الإسلامية القريبة من الجيش الحر، أو تلك المجموعات المصنفة على لوائح الإرهاب العالمي، وعلى رأسها “جبهة النصرة” المنضوية ضمن “هيئة تحرير الشام” وغيرها.

وأجرت “وطن اف ام”، استطلاعاً للرأي، تم بثه خلال الحلقة ، إذ سأل مراسلو إذاعتنا عدداً من السوريين والسوريات:” كيف تتوقع/ين أن يتم التعامل مع وضع محافظة إدلب في الفترة القريبة القادمة”، حيث أتت وجهات النظر مختلفة، بين من رأى، أن نظام الأسد والروس، سيتعاملون مع إدلب، بنفس الطريقة التي واجهوا بها الغوطة الشرقية وشمال حمص ودرعا، فيما قال آخرون، أن إدلب لن تواجه نفس المصير، وسيكون مستقبلها أقرب لمنطقة أمنة بحماية تركيا.

واستضافت حلقة اليوم من برنامج “في العمق” الكاتب السوري عبد الرحمن السراج، الذي اعتبر أنه”في إدلب عوامل مختلفة.. القول الأرجح باعتقادي، هو أن إدلب قد لا تكون بعيدة عما حدث في درعا، خاصة بالنظر إلى أن اتفاق خفض التصعيد الذي تم التوصل إليه بين الولايات المتحدة وروسيا، هذه الأخيرة لم تحترم الاتفاق، والولايات المتحدة بدت غير مكترثة حتى مؤخراً الرئيس ترَمب يقول نحن لدينا تنسيق جيد مع الروس في سورية”، مُستدركاً أن “هناك مؤشرات أخرى ربما تقول غير ذلك، مثلاً نعرف أن في الفترة الأخيرة هناك توتر في العلاقات التركية الأمريكية، واقتراب تركيا نحو روسيا، وموسكو تحاول أن تضفي مصداقية على هذه العلاقات، وتعطي إجراءات منح ثقة باتجاه تركيا”. 

وقال السراج، أن “هناك مشكلة إضافية بالنسبة لإدلب تجعلها مختلفة عن درعا، وهي مشكلة المجموعات التي لا نعرف مدى قدرة تركيا على ضبطها أو إلزامها باتفاق دولي معين، مثل جبهة تحرير الشام. حتى الآن ما جرى على الأرض، هو أنه عندما حدثت خروقات درعا، صرح الرئيس التركي إذا حدث هجوم من قبل نظام الأسد وحلفاءه على إدلب، سنعتبر اتفاق خفض التصعيد لاغياً”.

ويبقى مصير إدلب، بحسب ضيف الحلقة، ووفق تحليلات كثير من المحليين والمتابعين لتفاصيل الوضع في سورية، مفتوحاً على خياراتٍ كثيرة.

ويمكنكم الاستماع إلى التسجيل الكامل للحلقة، عبر الضغط على الرابط في الأسفل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى