مقالات

أسو مارو – هل إذا رحل السوريون لن يكون هناك جرائم ومخالفات في تركيا ؟! (مترجم )

كم هو شيءٌ مريح أن يكون لدينا بلد مهما حدث به نبحث عن الجاني في الطرف الخطأ ونجده!

فيكفي أن يكون لدينا نظام أمني رائع وهو أن تقول لكل ما يحدث في البلد سببه السوريين وينتهي الموضوع بهذه البساطة ! أيعقل ذلك. 

وكأنه لم يكن لدينا قبل أربع سنين أي حوادث سرقة وكأننا كنا نترك أبوابنا مفتوحة عندما كنا ننام في الليل ونترك مفاتيحنا على باب السيارة عندما نركنها وكأن التركي لا يسرق التركي أبداً.

وكأن الذي قد قتل حماته من أجل أن يسرق أساورها الذهب ، والذي قتل جارته الكبيرة بالعمر من أجل سرقة ما لديها من ذهب كانوا جميعهم سوريون.
 
أو كأنه لم يكن أبداً لدينا نشالين قبل أن يأتوا السوريين ،  ولم يتم كسر زجاج أي سيارة من سياراتنا، ولم يتم سرقة أي محفظة أبداً فهذا غير ممكن كما تعلمون فالذي يخطر بعقل السوريين لا يخطر بعقل الشيطان أليس كذلك ؟.

أما عن التحرش فما الذي أستطيع أن أقوله وكأنه كان دائماً خطاً أحمراً عند شبابنا فمالذي يعنيه التحرش بالنساء أو البنات أو الأطفال ؟ نحن لم نكن نعلمه أبداً وكأنه علمناه من بعد قدوم السوريين فقط.
 
ولحسن الحظ أن شباب الأتراك لا يسمحون بحدوث ذلك أبداً أيضاً فانظروا قبل يومين كيف كان يكفي وجود ادعاء عن وجود شابان سوريان في مدينة سامسون يلتقطون الصور لنساء تركيات عند شاطئ البحر حتى يضربونهم حتى الموت!

وفي أنقرة في منطقة “يني محلة” كانوا قد تجمعوا عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وهاجموا بيوت السوريين ، لماذا ؟ لأنه أيضاً تم نشر إشاعة عن تحرش بفتاة فكما تعلمون أن شبابنا لا يتحمل وجود تحرش حتى ولو كان إشاعة. 

نحن ليس لدينا عرف وعادات ولكن يوجد عند السوريين

هذا كله معناه أنه إذا وجدت السرقة وقلة الاخلاق والشرف في شخص من أحد الشعوب فهذا ينطبق على جميع الشعب والعكس صحيح.
 
وهذا هو سبب تواجد حملة “فاليرجع السوريون إلى بيوتهم” في كل مكان.
 
كتبت المغنية الشهيرة “ديميت آكالين كورت” معلنة دعمها للقضية قائلة “بالتأكيد أنا موافقة حتى النهاية لإعادة السوريين إلى بيوتهم فقد سئمنا من أخبار السرقة والنشل والاعتداء بالسكين”.
 
وهي محقة بعض الشيئ فأنا أيضاً سئمت من كل تلك الأخبار ولكن إذا ما أرسلنا السوريين إلى منازلهم فهل سنتخلص حقاً من تلك الأمور؟.

وفي الوقت نفسه وعلى وجه التحديد تم القبض على رجل في مدينة إزميت يحاول التحرش بكلبه وفي منطقة “بيليك دوزو” تم رصد رجل يحاول إغراء امرأة والتحرش بها لأن زوجته حامل.

وافتح الأخبار وانظر بشكل عفوي أنه تم إلقاء القبض على رجل عمره 87 سنة في مدينة سامسون لأنه يتحرش جنسيا بجارته التي عمرها 66 عاماً.
 
فهل هنالك مجال أن نتخيل إلى أين من الممكن أن يصل شعبنا التركي من بعد أن وصلت كراهية الأجانب إلى ذروتها بسبب تلك الحملات التي تحرض على ذلك.
 
أم أن الموضوع هو عبارة عن غضب بسبب من يقوم بالسرقة والتحرش هم أجانب فلماذا يقوم الأجانب دعونا نحن فقط نقوم به وإذا كان هنالك من سيسرق ويتحرش فهو نحن فقط أليس المال مالنا والنساء نسائنا !!

صحيفة ملييت – ترجمة وتحرير وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى