اتُهمت جماعة الإخوان المسلمين في سوريا، بالاستفادة من الثورة السورية لصالح اهدافها الحزبية بعيداً عن الأهداف السورية الجامعة، كما ارتكبت اخطاء سياسية كبرى وفق منتقديها، يرد الدروبي بأن الإخوان المسلمون في سوريا، هم بشر يخطؤون ويصيبون، وهم لا ينظرون لغيرهم على أنه أشرار بالتالي، لكنه يرى أن هناك دول حاربت الجماعة في سوريا، كما حاربتها في دول عربية أخرى.
سجل ظهروها الأول في ثلاثينيات القرن الماضي، متأثرة حد التطابق بشبيهتها المصرية، فساهمت في مقاومة الاحتلال الفرنسي، قبل ان تصبح جزءا من الحركة السياسية السورية بعد الاستقلال.
مرت الحركة بعد النفي والملاحقة، بمرحلة النضال ضد نظام الأسد من خارج البلاد، وحاولت الاستفادة من إعلان الأسد عن اجواء سياسية أكثر انفتاحاً في البلاد، بعد أن ورث الحكم من والده، إلا أن ذلك الإعلان لم يكن إلا حبراً على ورق.
تبقى أكثر مواقف الحركة قبل الثورة إثارة للجدل، هي وقف معارضتها للنظام في عام 2009، إثر العدوان الاسرائيلي على غزة، إلا أن ذلك التكتيك الذي اتخذته الجماعة بناء على طيب علاقة نظام الأسد مع تركيا حركة حماس، لم يعد عليها بأي شيء يذكر.
خلال الثورة السورية، كان لجماعة الاخوان المسلمين في سوريا، موقفاً مسانداً للثورة، نظراً لتاريخها وما مارسه نظام الأسد بحقها طوال سنوات، فساهمت في الحراك المدني ثم في الحراك المسلح، وانضمت للهيئات السياسية المعارضة على مختلف اسمائها.
لكن اليوم، ترى الحركة كما يقول القيادي السابق فيها الدكتور مهلم الدروبي، أن السوريين وحدهم من يستطيعون انهاء الحالة التي وصلت إليها البلاد، ويشير ضمن برنامج في العمق، إلى أن التوافقات الدولية اللازمة للوصل إلى وقف لإراقة الدماء، لا تزال بعيدة عن المتناول.
يقول الدروبي، إن المشكلة الخليجية لم تحل بعد، والتوافق الروسي الأمريكي لم يحدث أيضاَ، بالإضافة إلى توتر العلاقات بين تركيا وأمريكا وروسيا وإيران، ما يعني أن الحل السياسي لم ينضح بعد.
يتابع الدروبي، إنه يرجو أن ينبري من ينحي بشار الأسد عن الحكم من قلب الطائفة العلوية، وفق قوله، من أجل إنقاذ سوريا.