اثنا عشرة جولة من مفاوضات أستانا حتى الآن، ولا يزال الخلاف قائماً على ستة أسماء من أعضاء اللجنة الدستورية، التي ستضع دستوراً جديداً لسوريا، التي ترى موسكو مع حلفائها أنه باب المشكلة السورية، وباب حلها في ذات الوقت.
رسمياً باتت لبنان جزءاً من المشاركين في المفاوضات التي تستضيفها العاصمة الكازخية، بعد أسابيع رفع فيها البلد الشقيق من سقف تضييقه على اللاجئين السوريين إلى حدود غير مسبوقة، حتى وصل الأمر به إلى تسليم منشقين عن قوات الأسد، إلى من هربوا منه، في خرق لكل اتفاق دولي وكل نص يراعي حقوق الإنسان.
اللاجئون كورقة سياسية
لكن الجولة الثالثة عشرة هي الأهم من بين كل الجولات السابقة، نظراً لما شهدته الساحة السورية قبل انعقادها، يقول الصحفي فراس علاوي إن تصريح هيئة التفاوض قبل اسابيع بأن العملية السياسية قد ماتت، فضلاً عن التوتر العسكري على الأرض السورية، بين تركيا وروسيا يجعل من الجولة القادمة أكثر اهمية.
علاوي قال ضمن برنامج في العمق، إن ملف اللاجئين سيكون حاضراَ وبقوة في المحادثات القادمة، وهي السبب الرئيسي الذي جعل روسيا تدعو كل من لبنان والعراق إلى طاولة المفاوضات.
علاوي لا يعتقد أن إعادة اللاجئين قسراً من لبنان إلى سوريا أمر وارد حالياً، لكن روسيا تريد أن تجعل ملف اللاجئين ورقة ضغط دولية، تستخدمها سياسياً، ويربط علاوي بين الجولة المقبلة من أستانا، وبين اجتماع المجموعة المصغرة التي ستجتمع في باريس قبل استانا بأيام.
أنقرة، الموقف الصعب
بينما تستعد العاصمة الكازخية لاستقبال الوفد المشاركة في الجولة المقبلة من المؤتمر، لا تزال تركيا سياسياً، تعيش توتراً في علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وهي تحاول إرضاء الطرفين، خلال تمريرها لصفقة S400.
أنقرة أيضاَ، يقول علاوي، تريد تخفيف التصعيد مع روسيا في إدلب وحماة، التي لا تزال تشهد معاركاً واشتباكات مستمرة منذ شهر نيسان الماضي.
تريد أنقرة رسم توافقات جديدة في المنطقة من خلال أستانا، فهي تخشى موجة جديدة من اللاجئين الذي قد يدخلون حدوها إذا ما استمرت العمليات العسكرية وتمكت قوات الأسد وروسيا من التقدم في شمال غرب سوريا.