في العمق

التغيير الديمغرافي في سورية

بحثت حلقة اليوم من برنامج في “العمق”، التغيير الديمغرافي في سورية، حيث دار النقاش حول سؤالين أساسيين: ما هي تفاصيل وأبعاد هذا التغيير الديمغرافي؟ وما هي قدرة المعارضة السورية على مواجهته؟.

وأجرت اذاعة “وطن اف ام” استطلاعاً للرأي، ثم بثه خلال الحلقة، إذ تحدث فيه سوريون عن وجهة نظرهم حول قضية التغيير الديمغرافي في سورية، حيث رأى معظم المشاركين في الاستطلاع، أن تغييراً ديمغرافياً حقيقياً لصالح إيران تحديداً، جرى في كثيرٍ من المناطق السورية، معتبرين أن إيران ولأهداف مذهبية، هي أكثر الأطراف استفادة من عمليات التغيير الديمغرافي.

واستضافت حلقة اليوم كل من الدكتور عبد الرحمن الحاج، وهو عضو الأمانة العامة لـ”المجلس الوطني السوري” ومؤلف كتاب “البعث الشيعي في سورية”، والصحفية السورية سعاد خبية.

وقال الدكتور الحاج إن “هذا الموضوع جرى الحديث فيه عام 2015، لكن قبل ذلك بدأ منذ ما قبل الثورة نقاش طويل وتحديداً منذ سنة 2007، حول تدخل ايراني من أجل تغيير ديمغرافي عبر التشييع”، مضيفاً أنه ومنذ “سنة 2015 عن تغيير ديمغرافي حقيقي يقوم على اقتلاع سكان وإحلال سكان آخرين مكانهم، فالحديث في سورية عن التغيير الديمغرافي ليس جديداً، لكنه آخذ طابع جديد مؤخراً”، فـ”الأحداث التي جرت بداية من داريا وصولاً للغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي وغيرها. وبداية من داريا كانت أول عملية إحلال سكان من غير المواطنين السوريين وتجنيسهم مكان السكان الاصليين، وتم إحلال بداية نحو 300 أسرة تتبع لحركة النجباء ثم جرت زيادة لهذا العدد تدريجياً، وهذه تعتبر أول حالة إحلال سكان ملموسة، رغم أن هذا حدث قبل ذلك في منطقة القصير”.

وأضاف الحاج أن لإيران طموح قديم في إحداث تغيير ديمغرافي في الشرق الأوسط، ولأهداف عديدة، وقد وجدت مع تطور الأحداث في سورية سنة 2011 “فرصة ذهبية ربما لتسريع مشروعهم، حيث أتاحت لهم العمليات العسكرية لإنقاذ النظام ووجود قوات لهم على الارض مالم يكن متاحاً لهم بالسابق من خلال التمويل ومن خلال المساندة الأمنية من النظام الذي كان يمنح امتياز لقياداتهم وللمبشرين الذين كانوا متواجدين في سورية. فالتغييرات الحديثة أتاحت لهم فرصة اقتلاع السكان. والفكرة أصبحت مختلفة عما قبل، فكانت فكرتهم سابقاً إحداث تغيير في بنية الشعب السوري من خلال تشييع جزء منه ليكون هؤلاء قاعدة إجتماعية لهم، لكن هذا يحتاج لوقت طويل، و الان اصبح لديهم فرصة جديدة لكونهم يريدون تثبيت المكاسب الجديدة على الأرض، فقاموا بتقليص الاكثرية بدل تغيير توجهاتهم”.

ورأت الصحافية سعاد خبية، إن “لكل من روسيا وإيران مصلحة وسياسية مختلفة فيما يتعلق بسورية، فروسيا تريد بقاء النظام بأي شكل، ولكنها في نفس الوقت تساعد في عمليات التغيير الديمغرافي، ولكن ليس لنفس الأهداف الايرانية، فإيران لديها مشروعها القومي الفارسي، والمذهبي الشيعي، بينما روسيا لديها أهداف أخرى في سورية”، مضيفة أنه بالمحصلة “تتقاطع المصالح الروسية والايرانية في إخماد الثورة السورية، وتثبيت أركان النظام”.

ودار نقاش مطول في الحلقة عن خيارات المعارضة السورية في مواجهة التغيير الديمغرافي، وكذلك عن موقف المنظمات الدولية وخاصة الأمم المتحدة. ويمكن الاستماع للحلقة كاملة من خلال الضغط على الرابط أدناه.

 

وطن اف ام 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى